تستمر المعارك على أشدها بين موسكو وكييف، ففيما تواصل القوات الأوكرانية مساعي التقدم بمنطقة كورسك الروسية بعد اجتياح مُباغت عبر الحدود في 6 أغسطس الماضي، تحقق روسيا مكاسب تدريجية في دونيتسك. وزارة الدفاع الروسية أكدت أن قواتها تمكنت من السيطرة على مجمع سكني في منطقة كيروفه بدونيتسك، فيما أشار مسؤولون روس إلى أن هجوم كييف على كورسك لن ينجح في أن يُثني القوات الروسية عن الاستمرار في تحقيق أهدافها في شرق أوكرانيا.حلف الناتو وهجوم كورسك وفي أول رد فعل قد يُثير حفيظة الكرملين، وصف الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، التوّغل الأوكراني في كورسك بالأمر المشروع، وقال إنّ هذا التوغل يكفله حق كييف في الدفاع عن النفس. في السياق، يستعد لواء "الدببة" الروسي للدفاع عن كورسك، وأشارت تقارير إلى أن بعض مقاتلي اللواء غادروا بوركينافاسو حيث كان يعمل هؤلاء المقاتلين ضمن القوات الخاصة الروسية أو ضمن المحاربين القدامى والتحقوا باللواء الذي تأسس عام 2023 ويتخذ من شبه جزيرة القرم مركزًا له. وشارك لواء الدببة في الحرب الروسية الأوكرانية وبدأ في الانتشار في إفريقيا في مايو 2024. وألمحت تقارير إلى أن الضلوع في أنشطة قد يكون لواء الدببة أحد أطرافها دفع الجنائية الدولية لإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن مراقبين يرون أن بوتين لا يخشى الاعتقال عندما يزور في ولا لاحق منغولية الدولة العضو في الجنائية الدولية.لواء الدببة الروسيبوتين لا يثق في "فاغنر"في السياق، قال المستشار السابق لحاكم خيرسون، فولوديمير شوماكوف، إنّ القوات الأوكرانية تمكنت من تحقيق انتصارات وتدمير القوات الروسية خلال الأسابيع الماضية. وأضاف في مقابلة مع قناة "المشهد" أن بوتين يسعى لاستخدام لواء الدببة لأنه لا يثق في قوات "فاغنر" التي لن تكون فاعلة في منطقة كورسك، لافتا إلى أنه بعد تمرد "فاغنر" يخشى بوتين أن تكون هناك أي تحركات انتقامية بعد مقتل زعيمهم. وأشار إلى أنّ روسيا حاليا لا تستطيع أن تواجه الهجوم الأوكراني في كورسك والذي تحقق قوات كييف يوميا تقدما ملحوظًا هناك، مبينا أن كورسك تشكل أهمية استراتيجية لأوكرانيا. وردًا على تعليق الناتو على التوّغل الأوكراني في كورسك، قال شوماكوف إن رد الناتو تأخر كثيرًا كما يتأخر دوما في تقديم المساعدات لكييف. ووجه مستشار حاكم خيرسون السابق، انتقادات إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو بسبب عدم السماح لأوكرانيا بضرب الأهداف الروسية باستخدام الصواريخ الأميركية والبريطانية. ورأى أنّ التوغل الأوكراني في كورسك هو ضربة استباقية لروسيا التي كانت تستعد للهجوم على بعض المناطق الجديدة في أوكرانيا. وحول زيارة بوتين إلى منغوليا، قال شوماكوف، إنّ بوتين سيزورها ولن يتم القبض عليه بموجب قرار الجنائية الدولية لأن منغوليا ببساطة دولة موالية لروسيا ولديها مصالح مشتركة معها.روسيا تسعى لتوسيع جبهة القتالعلى الجانب الآخر، قال الباحث السياسي الروسي، أندريه أونتيكوف، إنّ الهجوم الأوكراني على كورسك كان مُباغتا وبالتالي هناك حاجة لتصحيح الأخطاء التي اُرتكبت من خلال نقل لواء الدببة الذي لديه خبرة طويلة في عمليات القتال. ونفى الباحث السياسي الروسي في مقابلة مع "المشهد" التقارير التي تتحدث عن استمرار توغل القوات الأوكرانية في كورسك، لافتا إلى أن روسيا ستسعي في نهاية المطاف إلى الاستفادة من هجوم كورسك من خلال توسيع جبهة المواجهة لتحقيق انتصارات على القوات الروسية التي تعاني من نقص في الجنود. وحول فشل روسيا في صد الهجمات الأوكرانية، قال أونتيكوف إنه لا توجد دولة في العالم تستطيع صد جميع الصواريخ التي تُلقى عليها وبالتالي هناك خسائر تحدث رغم قيام موسكو بصد الهجمات المختلفة. وأشار إلى أنّ كييف تستخدم صواريخ تحمل قنابل عنقودية وهو ما يصعب مهمة صد جميع الهجمات.(المشهد)