"حرب نووية في الأفق " هل هذا ممكن يتساءل الكثير من المتابعين للأحداث والصراعات المتواصلة في الشرق الأوسط وأوكرانيا وغيرها من المناطق الساخنة في العالم.لا يبدو الأمر مستبعدا أو مستحيلا في تعليق الكثير من الناشطين ممن استمعوا بتركيز كبير لكلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كشف الأربعاء الماضي عن خطط بلده لـ"توسيع" قواعد استخدام الأسلحة النووية، بشكل يسمح له باللجوء إليها في حال تعرّضه لهجوم جوي "مكثّف" من دول مدعومة من قوى نووية. لم يمر كلام بوتين مرور الكرام فقد زاد المخاوف بشأن قرب نشوب حرب نووية.حرب نووية تشير بعض التقديرات إلى أن روسيا تمتلك 1700 رأس نووي يحملها نحو 500 صاروخ وهي قادرة على إطلاقها في غضون دقائق قليلة. التقديرات التي يقدمها الخبراء في المجال تقول إن القارة الأوروبية ستقف عاجزة في صورة ما إذا قررت روسيا شن حرب نووية لأن الكتلة العسكرية الأوروبية مجتمعة لا تمتلك سوى 5% الاحتياطات اللازمة للرد. وتشير النماذج إلى أن الخسائر التي يمكن أن توقعها هذه الأسلحة في حال إطلاقها قاتمة جدا إذ يمكنها أن تحرق كل كائن حي يوجد في محيط وقوعها الذي قد يحدث حفرة يبلغ عرضها كيلومترا واحدا. الاحتمال واردتقول صحيفة "ذي كونفورسيشن" لقد تحدث فلاديمير بوتين عدة مرات عن استخدام الأسلحة النووية منذ أن شنت روسيا هجومها على أوكرانيا في فبراير 2022. ومع ذلك، يبدو أن الاهتمام والقلق الأوليين اللذين أولتهما وسائل الإعلام العالمية لبوتين عندما تحدث لأول مرة عن هذه القضية في سبتمبر 2022 قد تبدد إلى حد كبير على مدى العامين الماضيين من الصراع، ربما بسبب التكرار الذي هدد به باللجوء إلى استخدام الترسانة النووية الروسية.وتضيف، الآن أصدر بوتين أقوى تهديد له حتى الآن، قائلاً إن روسيا ستستخدم الأسلحة النووية ضد أي دولة تهاجمها، حتى بالأسلحة التقليدية. ويبدو أن هذا البيان يهدف إلى التأثير على المناقشة الجارية في الأمم المتحدة، حيث يحاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقناع حلفاء بلاده الغربيين بالسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي قدموها ضد أهداف في عمق روسيا نفسها.وفق الصحيفة كان هذا "خطًا أحمر"، حتى الآن لم يكن حلفاء أوكرانيا على استعداد لتجاوزه. قد يتغير هذا على الرغم من أن رد فعل روسيا كان تكرار الرد النووي. بالنسبة لأولئك المهتمين بدراسة الدعاية، يبدو أن تهديدات بوتين قد انتقلت من ما أسماه عالم الإعلام الأميركي دان هالين "مجال الجدل المشروع"، حيث يتم مناقشة صحة التصريح بشكل عاجل من قبل الصحفيين والسياسيين والأكاديميين، إلى "مجال الإجماع"، حيث يوجد اتفاق واسع النطاق حول معنى الرسالة. وهذا يؤدي عمومًا إلى تلقيها قدرًا أقل من الاهتمام. وبحسب الصحيفة، الاعتقاد بأن بوتين ليس جادًا بشأن استخدام الأسلحة النووية هو افتراض خطير. لكنه يوفر فرصة جيدة لفحص العلاقة السياسية والعامة بالأسلحة النووية بمزيد من التفصيل. الناتو يرد في المقابل قال مارك روته، الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي، إنه لا يرى أي تهديد وشيك باستخدام الأسلحة النووية من قبل روسيا على الرغم من الخطاب "المتهور وغير المسؤول" من قبل الكرملين.وقال روته "إن تكلفة دعم أوكرانيا أقل بكثير من التكلفة التي سنواجهها إذا سمحنا لبوتين بالوصول إلى هدفه"، مؤكداً التزام سلفه بتقريب أوكرانيا من عضوية الناتو.(المشهد)