بعد زلزالَي تايوان واليابان، عادت إلى الأذهان المشاهد المرعبة التي تمخضت عن الزلازل التي حصلت في العام الماضي، في تركيا وسوريا والمغرب. وانتشرت حالة من الهلع لدى المواطنين العرب، من خطر حدوث أيّ زلزال في دولهم، بسبب وجود بلادهم على الصفيح العربي. وأعاد هذا الزلزال العالم الهولنديّ فرانك هوغربيتس إلى المشهد الإعلامي، بعدما كان قد نشر تغريدتَين على حسابه في "إكس"، أشار في واحدة منهما، إلى توقّعه بحدوث زلزال كبير، في إشارة إلى زلزال تايوان، الذي بلغت قوته 7.4 درجات بحسب مقياس ريختر. هل يتكرر زلزال تايوان؟ أمام هذا الواقع عادت الناس تبحث عن جواب على السؤال التالي، هل تنتظرنا زلازل جديدة في الفترة المقبلة؟ خبير الجيولوجيا والبيئة والتغير المناخي، الدكتور أحمد الملاعبة، اعتبر في حديثه لمنصة "المشهد"، أنّ "اليابان تتعرض سنويًا إلى 2000 زلزال تقريبًا، بسبب وجودها على قوس بركاني، وعلى حدود صفائح، لكنّ السلطات اليابانية الذكية، واجهت هذا الخطر، وقلّلت من ضرره على السكان، من خلال بناء أبنية قادرة على التكيّف مع الموجات الزلزالية، إن كانت أفقية أو عمودية، ما ساعد على تخفيف عدد الضحايا".زلزال يضرب تونس وليبيا؟بالنسبة لملاعبة، فإنّ ما حدث في الجزيرة التايوانية، يعود لتقارب الصفيحة الأوروبية- الآسيوية، صفيحة البحر الفلبيني، مستبعدًا أن يحصل زلزال كبير مجددًا.وعن مخاوف حدوث زلازل في المنطقة العربية، يقول الملاعبة: "لا تأثير على الدول العربية، لأنّ الوضع التكتونيّ مختلف تمامًا، فهنالك زلازال تحدث في البحر الأحمر بقوة 4 درجات، الصفيحة العربية صفيحة ممتدة تضرب نظيرتَيها الهندية والأوراسية، وبسبب طولها الذي يتجاوز 4 آلاف كلم، تفرغ الطاقة أوّل بأوّل، من خلال الزلازل التي حصلت، وتصادمها مع صفيحة الأناضول أدى إلى تفريغ طاقة كبيرة، لذا لا يتوقع أن يحدث زلزال في المنطقة العربية".وأضاف أنه لا يمكن أن نجزم على ذلك، لكن هناك أساسيات علمية نعتمد عليها في ذلك، مشيرا إلى أن "شمال إفريقيا الحد بينها وبين الصفيحة الأوراسية هو الأبيض المتوسط، ولا يمكن حدوث زلزال بشكل كبير في هذه المنطقة خلال هذه الفترة، بالرغم من تخوفات بحدوث زلزال في تونس أو ليبيا بحسب بعض المؤشرات أو الخوف من انفجار بركان كولمبو بجانب اليونان الذي قد يدمر دول البحر المتوسط الساحلية التي تضم نحو 19 دولة".وتابع "لكن بعد مراجعة المعطيات العلمية تم تصنيف بركان كولموبو قوة انفجارية 4 وأن الماغما نشأتها في البركان لا تعطي دلائل بأنه سيثور حسب معامل الانفجار خلال 100 عام.. إذا الوضع مطمئن". بعد زلزال تايوان.. هل نشهد تسونامي؟وأوضح أنّ "حصول زلازل كبيرة مستقبلًا في هذه المنطقة مستبعد، من دون أن نستبعد بعض الهزات الارتدادية بقوة 3 إلى 4 درجات، وتستمر لـ8 أشهر، وهذا يعطي مؤشرًا على أنّ تفريغ الطاقة الكامنة بسبب التقاء وتصادم الصفيحتَين الأوروبية والآسيوية، والزلازل أمر طبيعيّ في تايوان واليابان والفلبين وشرق الصين، نشطة بسبب الموقع التكتوني".وبعد كل زلزال تتخوف الناس من حدوث تسونامي، وفي هذا الإطار قال الخبير الجيولوجيّ الملاعبة، إنّ "هناك تخوّفًا من حصول تسونامي، بسبب تحرك البحر فيجزيرة تايوان، وقد وصل التسونامي بالفعل إلى اليابان والفلبين، ولكن لن يكون بحجم كبير كما حصل في إندونيسيا ومناطق أخرى سابقًا".الردّ على توقعات العالم الهولنديوردًا على توقعات العالم الهولنديّ بشأن حدوث زلزال تايوان، هل هي صدفة أم هو شيء علميّ مثبت، قال الخبير الملاعبة لـ"المشهد"، إنّ "الجيولوجيا الفلكية لم تكشف بعد عن اقتران أيّ كوكب له تأثير على الأرض، ولماذا لا يحدث زلازل في الكواكب الأخرى، وذلك لعدم وجود أيّ شيء علميّ يُثبت ذلك، ويبقى أنّ الزلازل تأتي من باطن الأرض، بسبب وجود المعادن وتراكم الحرارة وحركة الصفائح وخصوصًا التكتونية، والعالم الهولنديّ يتنبأ ببعض الزلازل فقط، وغيرها لا يعلم بها، ويبرر نسبة الخطأ في حساباته عبر قوله إنّ الخطأ وارد دومًا". ويشرح الملاعبة، أنّ "الاقتران الكوكبيّ إذا طبّقناه على بعض الزلازل السابقة التي حصلت في الصفيحة العربية، مثل البحر الأحمر، حيث شهدنا زلزالًا منذ شهر ولم يعلم به أحد، يؤكد أنه لا يمكن التنبؤ فيه أو تحديد الزمان والمكان، وكل الإحصائيّات الفلكية، تؤكد أنّ كثرة الزلازل في الأرض، ووجود صفائح نشِطة، تجعل تطابق بعض التوقعات مع ما يحدث في الطبيعة، بسبب بعض العوامل الطبيعة الموجودة في الأرض". (المشهد)