تستعد الجماعات المعارضة للسلطة الإيرانية في جميع أنحاء العالم لإحياء مرور عام على الحدث الذي أثار احتجاجات وطنية واسعة النطاق، بعد مقتل الشابة مهسا أميني. وبحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية فقد انتشرت قوات الأمن الإيرانية في مسقط رأس مهسا أميني السبت تحسبا لحدوث اضطرابات حيث يستعد الكثيرون في جميع أنحاء البلاد لإحياء الذكرى الأولى لوفاتها بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق.الاحتجاجات الإيرانية وأثارت وفاة أميني البالغة من العمر 22 عاما في 16 سبتمبر 2022، والتي تم اعتقالها بزعم انتهاكها قواعد اللباس الإلزامية في إيران، شهورا من الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي تحولت إلى أكبر تظاهرات معارضة للسلطة منذ سنوات. جماعات حقوق الإنسان: أكثر من 500 شخص من بينهم 71 قاصرا قتلوا في الاحتجاجات وأصيب المئات واعتقل الآلاف في الاضطرابات التي سحقتها قوات الأمن في نهاية المطاف. السلطات الإيرانية: العشرات من أفراد الأمن قتلوا أيضا فيما وصفته بـ"أعمال الشغب بتحريض من حكومات أجنبية ووسائل إعلام معادية". تم إعدام 7 رجال بعد إدانتهم في قضايا تتعلق بالاحتجاج. تكثيف أمني وفي مسقط رأس أميني في إقليم كردستان غرب إيران، قال ناشط حقوقي إن "هناك وجودا كثيفا لقوات الأمن"، فيما قال ناشط آخر "تجمع عدد قليل من المتظاهرين ورددوا شعارات مناهضة للحكومة قبل أن يتفرقوا بسرعة".وبحسب الغارديان فقد تحدث النشطاء شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، مشيرين إلى الخوف من انتقام الحكومة وسط حملة قمع متزايدة على المعارضة مع اقتراب الذكرى السنوية. وتحدثت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي عن انتشار قوات أمنية في عدة مدن خاصة داخل كردستان ولم يتسن التحقق من التقارير على الفور. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك إن "أفراد عائلات ما لا يقل عن 36 شخصا قتلوا أو أعدموا في حملة القمع، وتم استجوابهم، أو اعتقالهم، أو محاكمتهم، أو الحكم عليهم بالسجن لبعض الوقت خلال الشهر الماضي". وقالت كبيرة الباحثين في شؤون إيران في هيومن رايتس ووتش تارا سبهري فار: "تحاول السلطات الإيرانية تضييق الخناق على المعارضة لمنع إحياء ذكرى وفاة مهسا أميني في الحجز، والتي أصبحت رمزا للقمع الممنهج الذي تمارسه الحكومة ضد المرأة والظلم والإفلات من العقاب".شعار "قل اسمها"ورغم أن بعض النساء ما زلن يسرن في الأماكن العامة من دون غطاء للرأس وخصوصا شمال طهران فإن البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون يدرس حاليا مشروع قانون من شأنه أن يفرض عقوبات أشد صرامة على عدم الامتثال. وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق سارة حسين: "إن إيران تضاعف من حملات القمع والأعمال الانتقامية ضد مواطنيها وتسعى إلى سن قوانين جديدة وأكثر صرامة من شأنها أن تقيد بشدة حقوق النساء والفتيات".وتحت شعار "قل اسمها!"، من المتوقع أن ينظم المهاجرون الإيرانيون مسيرات تذكارية، ومن المتوقع أن تشهد باريس وتورونتو مظاهرات كبيرة.ومساء الجمعة، تظاهر آلاف المهاجرين الإيرانيين في بروكسل، رافعين صور أميني والعديد من الأشخاص الآخرين الذين قتلوا في الاحتجاجات، بينما كانوا يدعون إلى الإطاحة بالحكومة في إيران وإقامة جمهورية ديمقراطية.وفرضت بريطانيا والولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران الجمعة، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن كندا وأستراليا وشركاء آخرين سيفرضون عقوبات أيضا هذا الأسبوع.وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان الجمعة: "قصة مهسا لم تنته بموتها الوحشي"، مضيفا: "نؤكد من جديد التزامنا تجاه شعب إيران الشجاع.. ونقف إلى جانبهم مع حلفائنا وشركائنا".(ترجمات)