تلقّى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعودا بمليارات الدولارات كمساعدات عسكرية جديدة، خلال جولةٍ عاصفة لحلفاء أوروبيين تعكس تحوّلًا مذهلًا في المشهد السياسي، حيث تلعب أوروبا دورًا أكثر مركزيةً في تسليح أوكرانيا، بسبب هجومها المضاد المتوقع لإخراج روسيا منها، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.بدأت جولة زيلينسكي التي شملت 4 دول في إيطاليا السبت، وانتهت في بريطانيا الاثنين، عندما تعهد رئيس الوزراء ريشي سوناك، بتقديم حزمة كبيرة من صواريخ الدفاع الجوي والطائرات من دون طيار الهجومية. وجاء ذلك في أعقاب تعهّد ألمانيا بمنح أوكرانيا ما يقرب من 3 مليارات دولار من حزمة الأسلحة، بالإضافة إلى وعود أقل واقعية بأسلحة إضافية من فرنسا وإيطاليا. وقال محللون إنّ إظهار دعم أوروبا لأوكرانيا، يؤكد أنّ الحرب في مرحلة محورية، حيث تحشد القوات الأوكرانية لشنّ هجوم مضاد قد يحدد شروط أيّ مفاوضات مستقبلية مع روسيا، كما يعكس الاعتراف بأنّ دعم أوكرانيا في الولايات المتحدة، التي لا تزال إلى حدّ بعيد أكبر مورّد للأسلحة، من المرجح أن يتعرّض للضغط. وأكد مسؤولون ألمان وأوكرانيون أنّ زيلينسكي يشعر بالقلق من أنه مع احتدام السباق الرئاسي الأميركي، سيكون بايدن أقل قدرة على قيادة الجهود الدبلوماسية. وقال سوناك: "هذه لحظة حاسمة في مقاومة أوكرانيا لحرب عدوانية مروعة لم يختاروها أو يثيروها".ووصف زيلينسكي الاجتماعات بأنها "مفاوضات جوهرية" وأشار إلى سوناك في منشور على "تويتر" بأنه "صديقي ريشي". وعقد الرئيس الأوكراني اجتماعات حارة مماثلة الأحد مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس. والتقى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في روما، والبابا فرانسيس السبت.دعم إضافيستلبّي الصواريخ طويلة المدى الجديدة والطائرات من دون طيار الهجومية والدبابات، وغيرها من المركبات المدرعة التي تم تأمينها من الحلفاء في الأيام الأخيرة، بعضا من مطالب الأسلحة التي قالت أوكرانيا إنها بحاجة إليها لشن هجوم مضاد.قال نائب المدير العام للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهي مجموعة بحثية في لندن، مالكولم تشالمرز: "المسار عبر أوروبا هو بذل المزيد من الجهد". وأضاف تشالمرز: "احتمال تعثّر الالتزام الأميركي مع اقترابنا من الانتخابات، هو في مؤخرة أذهان الناس". قال مسؤولو البيت الأبيض في تصريحات خاصة، إنهم لا يزالون واثقين من أنّ لديهم دعمًا من الحزبين في الكونغرس، لمواصلة مساعدة أوكرانيا على المدى القريب، لكنهم لم يسعوا للحصول على مساعدة مالية إضافية، منذ أن تولى الجمهوريون رئاسة مجلس النواب. وأكد محللون عسكريون أنّ التعزيزات الأوروبية مجتمعة، تجعل من المرجح بشدة أنّ القوات الأوكرانية ستردّ قريبا على القوات الروسية التي تسيطر على جنوب البلاد، ما يؤدي إلى ما يمكن أن يكون أحد أكثر الامتدادات دموية في الحرب التي استمرت 15 شهرًا. كانت ألمانيا أول من استجاب لدعوته، وتضمّن التزامها 30 دبابة ليوبارد إضافية، و20 عربة قتال مصفحة، و16 نظام دفاع جوي، وأكثر من 200 طائرة من دون طيار ومجموعة كبيرة من الأسلحة والذخيرة الأخرى.قال ضابط مخابرات الجيش الدنماركي السابق جاكوب فونك كيركيغارد، إنّ الصواريخ والطائرات المسيّرة البريطانية، يمكن أن تُستخدم لمهاجمة القواعد الروسية في شبه جزيرة القرم على البحر الأسود، التي سيطرت عليها موسكو بعد استفتاء مثير للجدل في 2014. تزعم وزارة الدفاع الروسية أنّ الصاروخ بعيد المدى المعروف باسم "ستورم شادو"، أُطلق من قبل القوات في شرق أوكرانيا، ما أدى إلى إصابة 6 مدنيين السبت. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله: "إننا ننظر إلى الأمر بشكل سلبي للغاية"، وأضاف أنّ الأسلحة "لن يكون لها أيّ تأثير كبير" على الحرب. موافقة أميركيةقاومت الولايات المتحدة إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، وذلك جزئيًا لتجنّب تصعيد الصراع بأسلحة يمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية. وهذا أيضًا أحد أسباب عدم استجابة إدارة بايدن لطلبات أوكرانيا للحصول على طائرات مقاتلة أمريكية من طراز F-16. وقال محللون إنّ بريطانيا ما كانت ستعطي الصواريخ بعيدة المدى من دون موافقة ضمنية من واشنطن. وأضاف كيركيغارد: "لن نلتزم بهذه الكمية من الأسلحة لأوكرانيا في هذه المرحلة، إذا كان التفكير هو أنه من غير المحتمل أن ينجحوا". في فبراير الماضي وفي أول زيارة له إلى أوروبا الغربية بعد اندلاع الحرب، زار زيلينسكي لندن، حيث ناشد للحصول على طائرات مقاتلة قبل السفر إلى باريس للقاء ماكرون وشولتس. وقدّمت بريطانيا نحو 2.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا في عام 2022، ما يجعلها أكبر داعم للبلاد بعد الولايات المتحدة وألمانيا. أعلنت الصين في وقت لاحق أنها سترسل ممثلها الخاص لشؤون أوراسيا لي هوي إلى أوكرانيا، بعد مكالمة هاتفية بين الرئيسين الصيني والأوكراني.(ترجمات)