يعيش سكان قرية الكهف في شنني التونسية بين سيناريوهين، الأول يتمثّل في الاستمرار في موطنهم والأمل أن تظل الأمور كما هي كما كانت لقرون، والثاني هو المخاطرة بكل شيء والرحيل.سكان قرية الكهف يبلغ عددهم 500 نسمة، بين المزارعين الأمازيغ والرعاة، يسكنون الكهوف الموجودة بين الصخور، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز". وأصبحت الحياة التقليدية لسكان القرية والمتمثلة في ضغط الزيتون ورعي الأغنام مهددة في مواجهة جفاف شديدة. وقالت حليمة النجار (38 عاما)، وهي من أهل هذه القرية: "لايزال لدينا بعض النعم هنا، نحن مجتمع فيما بيننا". وتابعت: "لازلت أرغب في الرحيل من أجل مستقبلي، وأرغب في إيجاد شيء جديد وفعل شيء لحياتي، لكن الأمر صعب بالنسبة لنا". فيما عقبت والدتها سليمة: "تُركنا وحدنا هنا". قرية الكهف منذ 1000 عام، استخدم الأشخاص الذين بنوا شنني (تطاوين) والقرى المجاورة مخزن الحبوب في الجبل الذي اختاروه كقلعة حصينة، ثم خزائن مجوفة للعيش خارج سفح الجبل، ثم تكيفوا على الظروف الصحراوية القاسية، وبدأوا في حصاد الزيتون بعد سقوطه من الشجر لإنتاج زيت.وتتواجد حقول الزيتون أسفل الجبل، وبيوتهم على الجبل في الكهوف لحمايتهم من حرارة الصيف وبرد الشتاء، ولا يزال عدد قليل من أحفاد الأمازيغ يعيشون فيما يمكن وصفه بـ"كهوف حديثة إلى حد ما"، وينامون ويطهون داخلها وخارجها. بمرور الوقت انتقل العديد من السكان إلى العاصمة، أو إلى فرنسا أو أجزاء أخرى من أوروبا بحثا عن عمل، ومع مرور الوقت، وهجرة الشباب كان معظمهم من النساء والأطفال والرجال المسنين الذين شغلوا القرى. وتم التخلي عن العديد من القرى الجبلية الأخرى في المنطقة، وتحولت مخازنها إلى مناطق جذب سياحي أو موقع تصوير "مثلما حدث مع فيلم حرب النجوم"، إلا أن بعض القرى الجبلية القليلة صمدت على نفس المنوال رغم العزلة التي يعانونها.الجفافولم تسقط على شنني أمطار منذ 4 أعوام، ما أربك الطرق الزراعية المقاومة للجفاف، التي صُقلت على مدى قرون من الزراعة. أشجار الزيتون تموت ومعاصر الزيتون 5 المتبقية في القرية أغلقت أبوابها بسبب نقص الزيتون. الواحة تنكمش والتمور التي تنتجها نخلتها لا تصلح إلا للحيوانات، وكان لا بد من بيع الأغنام التي كانت ترعى المنطقة بسبب نقص العلف، ولم تعد الخضروات تنمو، ما يتطلب من القرويين شراء ما كانوا يزرعون دائما. إلى جانب ذلك، رفوف البقالة فارغة وسط الأزمة الاقتصادية في تونس، مع زيادة صعوبات الحياة، اضطر بعض شباب القرية للهجرة وتزايد النزوح. كما بلغ عدد النازحين من المناطق الجبلية خلال العام الماضي الآلاف، بحسب التقرير. (ترجمات)