أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي أن الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا قررت إطلاق حوار خاص بها حول مستقبل البلاد، وذلك بعد استبعادها من مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد الثلاثاء الماضي في العاصمة السورية دمشق. الانضمام بشرطوأكد عبدي أن قسد مستعدة لأن تكون جزءا من وزارة الدفاع السورية، لكنها ترفض الاندماج كأفراد وتصر على الانضمام ككتلة واحدة، وهو ما سبق أن رفضته الحكومة السورية الجديدة، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.وفي سياق متصل، علّق عبدي على دعوة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان لحزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح والانخراط في مسار السلام، معتبرًا أن تحقيق السلام في تركيا سيجعل الهجمات على قواته في سوريا بلا مبرر.وكان عبد الله أوجلان، الذي قضى حكمًا بالسجن منذ ربع قرن، وجّه يوم الخميس رسالة من زنزانته في سجن جزيرة إمرالي في بحر مرمرة، دعا فيها حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وحلّ نفسه. وأكد أن هذه الخطوة قد تنهي التمرد المستمر منذ 40 عامًا، مما ستكون له تداعيات كبيرة على مستقبل الأكراد في المنطقة.وفي تطور غير متوقع، طرح دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية وحليف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، فكرة الإفراج عن أوجلان إذا تمكن من إقناع حزب العمال الكردستاني بإنهاء تمرده. هذه المبادرة حظيت بدعم إردوغان وحزب المساواة والديمقراطية للشعوب التركي، اللذين أبديا استعدادهما لإنهاء القتال الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص وغيّر شكل السياسة التركية لعقود. مسيرة أوجلانوُلد عبد الله أوجلان في قرية أوميرلي جنوب شرقي تركيا، وتشكلت أفكاره السياسية وسط الاضطرابات اليسارية واليمينية في سبعينيات القرن الماضي. أسس حزب العمال الكردستاني عام 1978، وتعهد بالنضال المسلح لإنشاء دولة كردية مستقلة. بعد أن أجبر على مغادرة سوريا عام 1998 إثر تهديدات تركية بالحرب، تنقل أوجلان بين روسيا، إيطاليا، واليونان، قبل أن يتم اعتقاله في نيروبي عام 1999 ونقله إلى أنقرة تحت حراسة تركية مشددة. وحُكم عليه بالإعدام، ثم خُفف الحكم إلى السجن المؤبد، وظل منذ ذلك الوقت في محبسه، لكنه استمر في التأثير على الحركة الكردية في تركيا وسوريا والعراق. بلغ نفوذه ذروته خلال عملية السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني (2013-2015)، حيث كان يُنظر إليه باعتباره مفتاح الحل لإنهاء الصراع.(وكالات)