توفي الاثنين 8 من جرحى فاجعة الحمدانية من ضمنهم والد العروس، ودفنوا اليوم في مقبرة القيامة بقضاء الحمدانية.وكان من ضمن المتوفين والد العروس حنين رياض، الذي مات متأثراً بجراحه الخطيرة التي أصيب بها في حادثة حريق الحمدانية المأساوي. وبذلك يكون قد ارتفع عدد الوفيات ليصل إلى 119 شخصا، في حين أن الإصابات أتت بالعشرات في حريق عرس الحمدانية بقاعة الهيثم يوم 26 سبتمبر 2023.وكانت فرق مديرية الصحة بأربيل ودهوك، وبتوجيهٍ من رئيس حكومة كردستان مسرور بارزاني، أرسلت 36 سيارة إسعاف وأكثر من 4 أطنان من الإمدادات الطبية الطارئة إلى قضاء الحمدانية لعلاج الإصابات الخفيفة، قبل أن تُنقَل الإصابات الخطيرة إلى مستشفيات أربيل ودهوك.وكانت لجنة التحقيق في وزارة الداخلية العراقية خلصت الأحد إلى مجموعات استنتاجات، أوّلها أن الحريق كان "عرضياً وغير متعمّد، وحدث بسبب الإهمال واستخدام مواد بناء ممنوعة وسريعة الاشتعال". سبب حريق الحمدانيةكما أكّدت أن سبب الحريق "ناتج عن ديكور سقف القاعة المصنوع من مادة القش الصناعي شديد الحساسية تجاه الحرائق، مع استخدام 4 أجهزة لتشغيل الألعاب النارية".ولفتت إلى "وجود كميات كبيرة من الخمور في القاعة إضافة إلى مخزن يحتوي على كميات كبيرة من المشروبات الكحولية، تركت أثراً كبيراً في اشتداد النيران وتفاقمها".كما أشارت إلى أن "أرضية القاعة ممدودة بمادة قابلة للاشتعال والأقمشة الموجودة على الطاولات والستائر، كانت سبباً آخر في سرعة انتشار الحريق".كذلك اعتبرت أن "إطفاء صاحب القاعة التيار الكهربائي عن الصالة، لظنه بوجود ماس كهربائي، أدى إلى تشكّل ظلام دامس ما أثار الذعر لدى المدعوين، مع عدم وجود مخارج للطوارئ".ونوّهت أن "الانهيار السريع للقاعة تسبب بعرقلة عمليات إنقاذ المحتفلين وإجلائهم".وقالت إن "عدم تأمين صاحب القاعة مستلزمات السلامة ومتطلبات الدفاع المدني وعدم تقيده بالطاقة الاستيعابية، أدى إلى زيادة عدد الضحايا".توصيات نيابية بعد فاجعة الحمدانيةوعقب الحادثة، اتخذ مجلس النواب العراقي جملة من القرارات التي منها:التوصية للحكومة لتعويض المصابين وذوي ضحايا الفاجعة مادياً ومعنويا.توصية الحكومة باتخاذ ما يلزم لعلاج المصابين داخل وخارج العراق.تخصيص المبالغ المالية اللازمة لتلبية متطلبات التعويض والعلاج من موازنة الطوارئ أو من موازنة وزارة الصحة حسب وجهة نظر الحكومة.إعادة إرسال مشاريع القوانين التي نصت على تعويض ضحايا مثل هكذا حوادث، وتضمين هذه المشاريع ضحايا فاجعة الحمدانية بالإضافة إلى الكوارث الأخرى التي حدثت خلال الفترة السابقة.اتخاذ ما يلزم لمنع حدوث مثل هكذا حوادث مستقبلا، وعدم منح الموافقات بإنشاء قاعات للاجتماعات والمناسبات إلا بعد التثبت من استيفاء هذه الأماكن متطلبات السلامة.التوصية إلى مجلس القضاء الأعلى لتشكيل لجنة قضائية للوقوف على ملابسات الحادث ومحاسبة المقصرين بالتعاون مع الأجهزة الرقابية والأجهزة الأمنية.انتقادات واسعةواعتبرت عضو مجلس النواب في العراق إخلاص الدليمي في تصريح لمنصة "المشهد" أن قرارات البرلمان العراقي بخصوص "ضحايا الحمدانية" لم تكن منصفة. فيما قال المحلل السياسي العراقي سيد رحمن الجزائري في تصريح لمنصة "المشهد" إن جميع قرارات البرلمان العراقي جاءت متأخرة منحت الأحقية بنسبة 80% لإنصاف أهالي الحادثة. وأكد أن الفاجعة لا تعتبر الأولى في مدينة نينوى التابعة لمحافظة الموصل، لافتا إلى أن جميع التحقيقات تشير إلى أن هذه الحادثة "مفتعلة" ويقف خلفها أشخاص جرى الاشتباه بهم حسب شهود العيان الذين كانوا متواجدين أثناء الواقعة. بدورها، اعتبرت المحللة السياسية العراقية وصال الشمري أن قرارات البرلمان العراقي منذ عام 2003 حتى الآن في جميع الدورات "في معزل عن متطلبات الشارع العراقي". وأكدت الشمري أن جميع "حلول مجلس النواب ترقيعية وليست جذرية". أوضحت الشمري أن رئيس مجلس النواب العراقي دعا أهالي الضحايا للحضور إلى البرلمان للاستماع إلى شكواهم وطالب أيضا بانضمامهم إلى مؤسسة الشهداء "وهذه حلول ترقيعية، فنحن لا نأمن أن تُعاد أو تتكرّر الحادثة في منطقة أو في محافظة أخرى في العراق". حالة مأساويةخلال هذا الأسبوع، ظهر العروس والعريس في مقابلة تلفزيونية وهما بحالة هذيان وصدمة وحزن باختصار "حالة مأساوية"، فليس من السهل أن يتحول اليوم المنتظر طوال الحياة إلى كارثة وموت ودمار. "صحيح أننا نجلس هنا أمامكم أحياء، لكننا في الداخل أموات، نحن مخدرون، نحن أموات في الداخل"، هذه كانت أولى كلمات العريس ريفان بعد كارثة حريق قاعة زفافهما. وظهرت العروس حنين بحالة يُرثى لها، لا تستطيع التحدث، ما ترك الكثير من الأسئلة لدى المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي حول كيفية قدرة العروسين على تخطي ما حصل معهما. وخلال المقابلة، قال العريس ريفان "في كل مرة نحاول فيها الحصول على بعض السعادة، يحدث لنا شيء مأساوي ويدمر السعادة، لذلك، من الأفضل لنا أن نغادر". وأكد الزوجان أنه لم يعد بإمكانهما العيش في مجتمعهما بعد حفل زفافهما المأساوي. (وكالات)