بأسلحة نوعية فُتحت على القوات الإسرائيلية جبهة جديدة في الضفة الغربية هذه المرة، وسط اتهامات إسرائيلية توجه فيها أصابع الاتهام إلى إيران بأنها تهرّب الأسلحة إلى الفصائل الفلسطينية في المنطقة عبر أذرع طهران في المنطقة، وفق صحف إسرائيلية.الحملة الإسرائيلية في الضفة الغربية، خصوصًا في جنين تُعيد إلى الأذهان الاجتياح الإسرائيلي عام 2002، ووفقًا لتصريحات الجيش الإسرائيلي، فهو يهدف من هذه العملية لتفكيك شبكة تنظيمات فلسطينية مؤلفة من 40 كتيبة.أسلحة الفصائل الفلسطينيةوبعد العثور على عبوات ناسفة ثقيلة وصواريخ وُصفت بالنوعية، يطرح الكثيرون تساؤلات حول مصدر هذه الأسلحة. وفي سابقة من نوعها، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إيران بتهريب أسلحة إلى الضفة عبر الأردن، وتزامن ذلك مع تحذيرات دولية من انفجار الاوضاع في الضفة الغربية، وفقًا لصحيفة "إسرائيل هيوم". كاتس لم يكتف بذلك، بل دعا إلى بناء سياج أمني بشكل عاجل مع الحدود الأردنية للحد من تهريب الأسلحة الإيرانية عبر سوريا وهو ما كان رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو قد تعهد به قبل عقد، ولكن رفضه مسؤولون أمنيون حينها. ورأى الوزير الإسرائيلي أن السلطة الفلسطينية غير قادرة على تحجيم انتشار الأسلحة في الضفة. ولكن في الوقت نفسه، لا أحد في تل أبيب يتحدث عن السلاح المهرب من داخل إسرائيل، وهو ما اعترف به الجيش الإسرائيلي، خصوصًا بعد العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي اكتشفوها في أنفاق "حماس" كانت صناعة إسرائيلية والأمر يحدث أيضا في الضفة الغربية. ومنذ تولي إيتمار بن غفير وزارة الأمن القومي الإسرائيلي بات رجال الأمن يهملون أكثر من أيّ وقت مضى عمليات تهريب وانتشار الأسلحة ما يكشف عن قصور أمني في تل أبيب.عصابات إسرائيليةوفي التفاصيل، قال المحلل السياسي الفلسطيني، جهاد حرب، إنّ عمليات تهريب الأسلحة من خارج إسرائيل محدودة لأنّ أغلب الأسلحة الموجودة في الضفة الغربية هي من الأسلحة الإسرائيلية وتم الحصول عليها عبر صفقات من الخارج أو من خلال سرقة معسكرات إسرائيل نفسها.وتطرّق حرب في مقابلة مع قناة "المشهد" إلى الحديث عن وجود عصابات إسرائيلية متخصصة في تهريب الأسلحة وغسيل الأموال، لافتًا إلى أنّ الأسلحة في الضفة الغربية ليست أمرًا جديدًا ولكنها موجودة منذ سنوات طويلة.وأضاف حرب، أن ما قاله وزير الخارجية يؤكد نهج تل أبيب الدائم بإلصاق المشاكل والتهم على الغير، لافتا إلى أنّ المشكلة الحقيقية ليست في تهريب الأسلحة ولكن في رفض إسرائيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال. وقال: "إسرائيل تريد احتلال فلسطين وإقامة دولة يهودية وقتل الشعب الفلسطيني وفي الوقت نفسه تقول إن إيران تدعم مجموعات مسلحة فلسطينية"، مبينًا أن إيران دولة لديها مصالح في المنطقة ولديها أيضا أصدقاء وأعداء ومن حق كل طرف أن يتخذ الإجراءات التي يرى أنها تخدم مصالحه. وتابع المحلل السياسي الفلسطيني حديثه مستنكرًا: "السلاح الأميركي الذي يأتي إلى إسرائيل لقتل الفلسطينيين مباح وفي المقابل السلاح الإيراني ممنوع". وأشار إلى أن الهجمات المستمرة للمستوطنين الإسرائيليين تهدد بإشعال الضفة الغربية، مؤكداً ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإخلاء جميع المستوطنات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية. وقال إنّ إسرائيل هي المسؤولة عن عمليات تهريب الأموال والأسلحة لأنها هي من تسيطر على المعابر والمطارات والموانئ كما أنها تفرض رقابة مشددة على جميع المعاملات التي تتم عبر البنوك الفلسطينية. وأشار حرب إلى أنّ بنيامين نتانياهو يريد تحويل الصراع إلى صراع وجودي، وإنهاء القضية الفلسطينية للأبد وبدا ذلك واضحا في تصريحاته وتصريحات وزراء اليمين المتطرف. ورأى أن العلاقة بين السلطة الفلسطينية مع تل أبيب أخذه في التدهور، محذرا من تدهور الأوضاع في الضفة الغربية بسبب التصرفات والاعتداءات الإسرائيلية.إيران تهرّب الأسلحة إلى الضفة؟في المقابل، قال المحلل الإسرائيلي، موشيه إلعاد، إنّ مشكلة المستوطنين الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة أمر مرفوض ويجب على الحكومة الإسرائيلية أن تتخذ إجراءات قاسية لمنع ذلكـ ،ولكنه في الوقت نفسه رأى ضرورة التفريق بين الاعتداءات على الفلسطينيين والتحركات الإيرانية في الضفة الغربية. وأشار إلعاد في مقابلة مع قناة "المشهد" إلى أنّ هجمات المستوطنين ساهمت في تأجيج الأوضاع في الضفة لكن المشكلة الأساسية هي إيران، لافتًا إلى أنّ طهران ترغب في إبرام حزام ناريّ حول إسرائيل وبدأت ذلك منذ 7 أكتوبر. وأوضح أنّ إسرائيل لديها معلومات مؤكدة عن قيام إيران بمدّ فصائل فلسطينية بأسلحة في الضفة الغربية، وذلك من خلال التعاون مع عناصر موالية لـ "حماس". وقال إن حرب غزة جعلت المسألة الفلسطينية ليست على جدول الأعمال بشكل كبير، مبينًا أن الرأي العام الإسرائيلي حالياً يرى أنه من الصعب قيام دولة فلسطينية في الوقت الحالي. وزعم المحلل الإسرائيلي، أنه يتم تهريب الأسلحة والأموال الإيرانية عبر الأردن، متهماً إيران بالوقوف خلف كل الهجمات التي تتعرض لها إسرائيل في الفترة الحالية.(المشهد)