في مشهد يعكس تفاقم الأوضاع الأمنية في سوريا تحولت مدينة جبلة إلى مركز للتوترات العسكرية بعد هجوم مزدوج نفّذه مسلحون من فُلول النظام السابق على قوات الأمن العام، في حين تسببت أنباء انسحاب القوات السورية من مدن الساحل بموجة من الجدل خصوصاً مع أنباء عن تحركات جوية روسية وعودة ماهر الأسد إلى تلك المناطق وهي أنباء سرعان ما نفتها الإدارة السورية الجديدة.ومن هنا، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن ما جرى هي مجرّد إشاعات ونفاها المرصد عن انسحاب قوات هيئة العمليات من جبلة واللاذقية وطرطوس والقرداحة. وأضاف في حديثه لبرنامج "في الواجهة" الذي تقدّمه الإعلامية جمانة النونو عبر قناة ومنصة "المشهد" أن هذه الإشاعات انتشرت كالنار في الهشيم وأن كل ما جرى هناك هو سحب للمقاتلين الأوزباك من اللواء 107 في ريف جبلة.وأوضح عبد الرحمن أن قيادة هيئة العمليات والقوات الموجودة في طرطوس، أعادت انتشارها في بعض النقاط في جبلة واللاذقية، و"لم يكن هناك أي انسحابات على الإطلاق". وبين أن عمر رحمون نشر تغريدة تفيد بأن ماهر الأسد عائد إلى سوريا حيث صدّقه البعض على الرغم من نفي المرصد لدقة معلومات التغريدة. ولفت عبد الرحمن إلى أن عودة ماهر الأسد "لم ولن تحدث على أرض الواقع"، كون أن الغالبية الساحقة من أبناء الساحل السوري ومن الطائفة العلوية لا يردون عودة ماهر الأسد ولكنهم يبحثون عن منقذ لهم في ظل المخاوف المنتشرة في الأسابيع الأخيرة من استهدافهم من قبل "مسلحين يعملون تحت إدارة غرفة العمليات التي تقوم بالتنكيل بهم".من كان خلف الشائعات؟ وقال عبد الرحمن إن من يقف خلف الشائعات هو الذي نشر معلومات عن انسحاب هيئة العمليات من الساحل وربطها بأن هناك تفاهمات دولية وأنه سوف يكون للساحل خصوصية. وأضاف "أعتقد بأن البعض استغل المخاوف لدى أبناء الطائفة العلوية لنشر مثل هذه الشائعات وجاء بها بعد ذلك عمر رحمون كي يقول إنه لديه معلومات أو اعتقد بأن هذه الشائعات حقيقية ونشرها". واعتبر عبد الرحمن أن رحمون كان مضلّلا وبعدها ضلّل الأهالي في محاولة لتحريك "فلول النظام" الذين خرجوا بأعداد قليلة وأطلقوا الرصاص احتفالاً بهذه الشائعات. ولفت إلى أن الهجوم على الحاجز في جبلة كان أيضا من ضمن الأعمال المترتبة على هذه الشائعات، مبينا أن أحد حواجز اللجان الشعبية في بانياس تعرّض للهجوم أيضا.وتساءل عبد الرحمن عن نحو 1300 ضابط من الصف الأول والثاني والثالث من قوات النظام السابق موجودين حاليا في روسيا وهم الذين قاموا بإصدار وتنفيذ الأوامر ودفعوا الوسطاء الذين هم الآن في الساحل السوري ليكونوا وقودا لأحلام بشار الأسد ورؤساء الأجهزة الأمنية. أين يختبئ ماهر الأسد؟ وأكد عبد الرحمن أن ماهر الأسد موجود في روسيا حاليا، حيث غادر عبر العراق مبينا أنه "لم ولن يعود (إلى سوريا) لأنه لو كان يريد البقاء لما تمكن أحد من الدخول إلى دمشق لأن الفرقة الرابعة حصلت على أموال كثيرة وكانت المدللة داخل الأراضي السورية". وأضاف أن ماهر الأسد والرئيس السوري بشار وجميع أفراد عائلة الأسد يعلمون بأن حقبتهم انتهت "إلى غير رجعة في سوريا". وتابع عبد الرحمن "لو عاد ماهر الأسد إلى الساحل الآن لانتفض في وجهه أبناء الطائفة العلوية لأنهم أكثر من تضرر منه خصوصا بعد سقوط النظام". (المشهد)