يستمر انقطاع الاتصالات والإنترنت في جميع أنحاء السودان لليوم الثاني ما يحرم ما يقرب من ثلثي سكان البلاد من الوصول إلى الشبكة حالياً، وسط تبادل أنصار كل من "الجيش السوداني" و"قوات الدعم السريع" المتحاربين الاتّهامات حول من يقف وراء هذا الانقطاع. واعتذرت إدارة شركة "السوداني للاتصالات" (سوداتل) يوم السبت عن "الانقطاع الحالي للشبكة"، قائلة إن فريقها يعمل جاهداً لاستعادة الخدمات في أسرع وقت ممكن. انقطاع الإنترنت في السودان وأدّى الانقطاع إلى منع 65% من سكان السودان من الوصول إلى خدمات الاتّصالات الخلوية والإنترنت، في حين تتزايد المخاوف من توقّف المشغل الثالث في البلاد، الزين الكويتية، عن الخدمة خلال الساعات القادمة. وتشهد أجزاء كبيرة من البلاد منذ أشهر انقطاعات طويلة في التيّار الكهربائي أيضاً، ما يزيد من الحاجة الملّحة إلى استعمال خدمات شبكات الاتّصال عبر الشبكة، بالإضافة إلى توجّه البعض إلى استخدام شبكة الاتصالات الفضائية "ستارلينك". وتعتبر شبكة الاتّصالات شريان الحياة لملايين المدنيين السودانيين داخل وخارج البلاد، والذين يعتمدون عليها في الإغاثة الإنسانية وتحويلات الأموال كوسيلة للبقاء على قيد الحياة. كما يؤثر هذا الانقطاع على برامج المساعدات الإنسانية بشكل مباشر ويحدّ من قدرة المنظّمات المحلية والدولية من الوصول إلى الفئات المستهدفة في البلاد. وهذه ليست المرة الأولى التي تنقطع فيها الاتّصالات في السودان. يعاني السودانيون من تقييد أطراف النزاع الوصول إلى الشبكة لفترات متقطّعة خلال العامين الماضيين، وسط تقارير استخدم كلا طرفي النزاع المسلح لبرامج تجسس من طراز بريداتور وأدوات المراقبة الرقمية الأخرى بحق مستخدمي الانترنت. وكانت بعض الانقطاعات نتيجة القيود بسبب أوامر حكومية، في حين كان البعض الآخر نتيجة للاشتباكات والهجمات على أو بالقرب من البنية التحتية للاتصالات في المناطق المتضررة من النزاع. وفي يوليو 2022، بعد اندلاع الصراع في ولاية النيل الأزرق، أُمر مقدمو خدمات الاتصالات بتعليق جميع بطاقات الاتصالات "SIM" غير المسجلة برقم الهوية الوطنية.(المشهد)