اتهم تقرير أميركي، الجيش السوداني، بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين وهي مساعدات تُرسلها منظمات أممية بهدف مساعدة أكثر من مليوني مدني.وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنّ قوات الجيش السوداني، منعت دخول كميات هائلة من المساعدات الإنسانية عبر معبر "أدري" وهي شحنات قادمة من دولة تشاد إلى إقليم دارفور.وأشار مصدر أمني للصحيفة الأميركية إلى أنّ المعبر يعمل بشكل طبيعي ويتدفق عبره اللاجئون والتجار والعربات المحملة ببراميل الوقود، إلا شحنات المساعدات الإنسانية التي ترسلها المنظمات وتقوم بمنعها من العبور."لا أساس لها من الصحة"في المقابل، يقول الجيش السوداني، إنّ معبر أدي المؤدي إلى ولاية غرب دارفور والتي تطلب منظمات الإغاثة دخول المساعدات عبره يتم استخدامه لإمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة.إلا أنّ صحيفة "نيويورك تايمز" ترى أن ذلك نوع من التذّرع لمنع دخول المساعدات، مؤكدة أن الجيش السوداني لا يملك السيطرة على هذه المعبر في الأساس خصوصًا وأن المئات من براميل الوقود التي تستخدمها قوات الدعم السريع تتدفق عبره يوميًا. تزامنا مع هذه التقارير، نقلت الوكالة السودانية الرسمية عن المكلف بالعمل الإنساني في البلاد، عثمان خوجلي قوله إن ادعاءات إعاقة دخول المساعدات الإنسانية محض افتراء ولا أساس لها من الصحة.وأشار إلى أنه تم الاتفاق على عدد من المعابر والمطارات لتسهيل عملية الإغاثة.استخدام ورقة المساعدات لأهداف سياسية؟وفي التفاصيل، قال الخبير في الشأن السوداني، خالد الإعيسر، إنّ الجيش السوداني أعلن في السابق عن عدد من المعابر والمطارات التي يمكن أن تدخل منها المساعدات الإنسانية بكل سهولة، لافتًا إلى أنّ الجيش السوداني يؤمن كافة الحدود السودانية باستثناء منطقة النزاع على حدود دولة تشاد. وشكك الخبير في الشأن السوداني، في مقابلة مع قناة "المشهد" في مزاعم الصحيفة الأميركية، بقوله إنّ الحديث عن عدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى السودان أمر غير صحيح. وأضاف الإعيسر، أنّ هناك العديد من المعابر المفتوحة أمام دخول المساعدات سواء من إثيوبيا أو مصر أو حتى من دولة جنوب السودان، لافتًا إلى أنّ كافة التقارير تُشير إلى أن قوات الدعم السريع تستقبل الأسلحة من حدود دولة تشاد. واتهم الخبير في الشأن السوداني، المجتمع الدولي باستخدام ورقة المساعدات الإنسانية لإطالة أمد الحرب في السودان، قائلا: "إذا كانت هذه المنظمات جادة في إيصال المساعدات إلى السودانيين فعليهم التوجه نحو المعابر التي حددها الجيش السوداني بما في ذلك معابر مشتركة مع تشاد". وقال إنّ الكثير من الدول العربية تقوم بإرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوداني ولم يُثار مثل هذه الأحاديث، مضيفا أن المجتمع الدولي يحاول استخدام ملف المساعدات وهي قضية إنسانية لأغراض سياسية. وختامًا طالب الإعيسر، المجتمع الدولي بالضغط على قوات الدعم السريع من أجل الوفاء بالاتفاقات مع الجيش السوداني، والتي يرى أنه لم يلتزم بها منذ اندلاع الصراع في البلاد. (المشهد)