في خطوة محورية بمسار إعادة بناء الدولة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، من المنتظر أن يتم الإعلان عن الحكومة السورية الجديدة خلال الساعات المقبلة.ويأتي هذا الإعلان عقب مؤتمر الحوار الوطني الذي عُقد في دمشق يومي 24 و25 فبراير 2025 حيث اجتمع مئات المشاركين من مختلف أنحاء البلاد ومن الخارج لمناقشة مستقبل سوريا السياسي والاجتماعي والاقتصادي. الشرع بحاجة إلى "باش كاتب"وفي ظل تصريح وزير الخارجية أسعد الشيباني أن التشكيلة الحكومية ستعتمد على الكفاءات مع رفض الإقصاء والمحاصصة لضمان تمثيل جميع مكونات الشعب السوري، قال المحامي والناشط السياسي زيد العظم إن رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع بحاجة إلى "باش كاتب" وليس إلى رئيس حكومة. وأكد العظم خلال حديثه لبرنامج "استوديو العرب" الذي يبث على قناة "المشهد" وتقدّمه الإعلامية آسيا هشام، أن أيمن أصفري نفى الأحاديث التي أشارت إلى أنه سيترأس الحكومة السورية الجديدة. وقال "الشرع لا يريد رئيس حكومة. يريد باش كاتب. لا يريد لأحد أن يناقش. يريد باش كاتب تماما كالنظام السابق". وأشار العظم إلى أن أحمد الشرع يريد رؤساء حكومة لا يملكون أية صلاحية سوى في اختيار القرطاسية على مكاتبهم يوقعون الأوامر فقط من دون أن يكون لديهم أي صلاحية سياسية. انتقال للسلطةإلى ذلك، قال الكاتب والباحث السوري حسن الدغيم، إن الدولة السورية بصدد تشكيل حكومة انتقالية ستخدم السوريين وستقدم لهم الخدمات حسب الإعلان الدستوري المتوقع الذي كان بوسع رئاسة الجمهورية أن تصدره منذ يوم التحرير كأي حكومة تمسك بزمام السلطة.وقال إن قيم الحرية والعدالة هي من بين أهداف الثورة السورية، "ولكن كما يُقال القيم تحتاج إلى إجراءات. لها أدواتها ولها مواردها. وهذه الأدوات والموارد تستند على حوار السوريين مع بعضهم". ورفض الدغيم، التشبيه الذي استخدمه العظم، لرئيس الحكومة المقبل بأنه "باش كاتب". وشدد على أنه "ليست هناك صورة للانتقال السياسي في بلد ما تشبه صورته في بلد آخر". وقال الدغيم إن هناك 40 حالة انتقال وصورة لانتقال السلطة في دول عدة حول العالم، لافتا إلى أن سوريا في مرحلة بناء الدولة والقانون والحكومة والمجلس التشريعي وإلغاء قوانين الإرهاب وإلغاء كل ما خلفه النظام السابق "فالقيم مرعية ولكن تحتاج إلى موارد تدخل إمكانية الزمان والمكان والتعيينات والتشخصات فيها".بطلان مؤتمر الحواروقال العظم إن سوريا تخضع الآن إلى سلطة وهي ليست دولة بعد، مؤكدا أن الدولة هي الجهاز الذي ينجم عن انتخابات شرعية. وشدد على أن الشرع يوصف بأنه رئيس انتقالي، مبينا أن الذي بايعه هي الفصائل المسلّحة وليس كامل الشعب، وأنه عندما تُجرى الانتخابات ويفوز فيها، سنبارك ونصفق له ونقول إنه رئيس جمهورية. وأكد العظم أن المحامين لديهم مصطلح بين "الانعدام والبطلان"، وأن الورقة التي رشحت عن مؤتمر الحوار الوطني هي عديمة الفائدة لأنها لا تحوي نهائيا على أي صيغة قانونية وإلزام قانوني. وقال العظم إن سوريا تسير باتجاه إما فيدرالية صارخة أو باتجاه التقسيم، لأن عملية الحوار الوطني هي عملية تفاوضية تقوم بين أطراف النزاع.وأكد أن جنوب سوريا وشمال شرق البلاد أيضا هي مناطق غير خاضعة لدمشق، مشددا على أن هناك نحو 50 ألف مقاتل علوي ينتظرون إشارة من دولة إقليمية لكي تقلب الطاولة على الجميع. وشدد العظم على أن الحديث حاليا يدور حول عملية تفاوضية معقدة يجب أن تتم بإطار شرعي ودستوري وقانوني ملزم "وليس فقط توصيات تُعطى للشرع".مؤتمر "قصر الشعب"من جانبه، أكد الدغيم أن مؤتمر الحوار الوطني كان في قصر الشعب، الذين عادوا إليه بعد أن تأسس منذ 30 عاما على عظام المسحوقين، ليقولوا كلامهم ورأيهم في تشكّل وتشخّصات السلطات في بلدهم.ولفت إلى أن الحكومة السورية الحالية، استطاعت خلع نظام الاستبداد من جذوره، ودحر المشروع الإيراني ورفع مستوى الأمن في البلاد والحفاظ على وحد سوريا أرضا وشعباً واستلام مؤسسات الدولة التي تركها نظام بشار الأسد خراباً وأطلقت الحملات الأمنية لملاحقة فلول النظام(المشهد)