مع اقتراب مرور عام على اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، رأت صحيفة "فورين بوليسي" أنّ الولايات المتحدة الأميركية فشلت في وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الأسرى لدى حركة "حماس".إسرائيل و"حماس"وقالت الصحيفة إنّ إدارة بايدن فشلت في إقناع إسرائيل و"حماس" بقبول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، على الرغم من المحاولات الحثيثة لذلك، وفي الوقت نفسه لم تحقق إسرائيل سوى نجاح محدود من خلال العمليات العسكرية لإنقاذ الأسرى.ومنذ ديسمبر، كان هناك اقتراح لتبادل الأسرى بالسجناء الفلسطينيّين في إسرائيل، ويستند هذا الاقتراح إلى وقف إطلاق النار ومسارٍ للتسوية الدبلوماسية للحرب.وبالنسبة للسنوار، فإنّ ارتفاع عدد القتلى في غزة مع كل الألم المصاحب له يعزز في الواقع مصلحته الأساسية: فهو يزيد من نزع الشرعية عن إسرائيل دوليًا.وبينما يبذل السنوار قصارى جهده لحماية حياته، فإنه يفضل الموت على التخلي عن الأسرى من دون ضمان نهاية للحرب.نتانياهو يعيق أيّ فرص للاتفاق من جانبه، لا يهتم نتانياهو بصفقة الأسرى، لأنها تعرّض بقاءه السياسيّ للخطر. وطالما أنّ هناك أسرى في غزة، فلديه مبرر لمواصلة الحرب، بحسب الصحيفة، التي رأت أيضًا أنّ استمرار الحرب، يمكّن نتانياهو من تأجيل المطالبات بتشكيل لجنة تحقيق، وانتخابات مبكرة، ومحاسبة سياسية أوسع نطاقًا.لقد أشرف نتانياهو على أكبر خسارة في أرواح المدنيّين اليهود في يوم واحد منذ الهولوكوست، وطريقته الوحيدة للبقاء سياسيًا هي إدامة الحرب. وبينما يتظاهر نتانياهو بالولاء للأسرى، فإنه يخرب بنشاط أيّ فرصة للتوصل إلى اتفاق.وقالت "فورين بوليسي": "لقد فعل نتانياهو ذلك طيلة عملية التفاوض من خلال تقديم مطالب جديدة بشكل متكرر. وكان أحدث مثال على ذلك إصراره على الحفاظ على السيطرة الإسرائيلية على الحدود بين غزة ومصر، والتي تطلق عليها إسرائيل ممر فيلادلفيا"، فضلًا عن قيامه بعمليات عسكرية استفزازية مع كل مرة تكتسب فيها المفاوضات بعض الزخم.أسرى أميركا لدى "حماس"ورأت الصحيفة أنّ الحل للأمر الذي يبدو معقدًا، يتمثل في أن يضع بايدن جانبًا جهوده الحالية للتوصل إلى اتفاق شامل خاص بإطلاق سراح الأسرى، ويركز على الدخول في مفاوضات منفردة مع "حماس" لإطلاق سراح الأسرى الأميركيّين.وقالت: "ينبغي له أن يفعل ذلك بسرعة، قبل أن يُقتَلوا هم أيضًا نتيجة لسياسات نتانياهو الأنانية"، مضيفة أنّ حماية سلامة المواطنين الأميركيّين هي أول مسؤولية تقع على عاتق أيّ رئيس أميركي.إنّ الولايات المتحدة تعتبر "حماس" جماعة إرهابية، وتنتهج سياسة عدم التنازل عندما يتعلق الأمر بالأسرى الأميركيّين. وأيّ مفاوضات لا بدّ أن تكون غير مباشرة. ولكنّ المحادثات الحالية غير مباشرة بالفعل ــ بوساطة قطر ومصر.وفيما يتصل بشروط الصفقة، قد يتساءل البيت الأبيض عما يمكن أن يقدمه لـ"حماس" في مقابل الأميركيّين. فالولايات المتحدة لا تستطيع أن توقف الحرب، ولا تملك سجناء من "حماس" لتطلق سراحهم.وهنا يصبح الذكاء العاطفيّ مفتاحًا، بحسب الصحيفة، ولن يكون هذا النوع من الصفقات متعلقًا بما يمكن للولايات المتحدة أن تقدمه لـ"حماس"، بل سوف يكون الأمر متعلقًا بالمكاسب الإستراتيجية التي قد تحققها "حماس" من خلال إبرام صفقة مع الولايات المتحدة.ومن وجهة نظر "حماس"، فإنّ الاتفاق من شأنه أن يؤجج التوترات بين إسرائيل والولايات المتحدة ــ وبالتالي تعزيز مصالح المجموعة.ومن شأنه أيضا أن يكشف عن نتانياهو باعتباره معرقلًا. والواقع أنّ الأميركيّين الأربعة المحتجزين في غزة، هم أيضًا مواطنون إسرائيليون.إنّ إطلاق سراحهم سوف ينعكس سلبًا على نتانياهو، ما يؤكد أنّ بايدن كان على استعداد لفعل المزيد من أجل الإسرائيليّين أكثر من زعيمهم.خيانة لإسرائيليمكن لمعارضي بايدن تأطير المبادرة باعتبارها خيانة لإسرائيل في لحظة حساسة، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر. ولكنّ الإدارة قد تقدم حجة قوية في ما يتعلق بمسؤوليتها عن حماية أرواح المواطنين الأميركيّين، بعد ما يقرب من عام من الدبلوماسية. أو قد تنتظر حتى بعد الانتخابات، بحسب الصحيفة.إنّ النتيجة الأكثر أهمية لمثل هذه الصفقة ستكون الإفراج عن الأسرى، لكنّ الاتفاق - أو حتى مجرد احتمال معقول لاتفاق - قد يجبر نتانياهو على قبول إطار صفقة الأسرى الأكبر. ببساطة، قد يكون من غير الممكن سياسيًا أن يشاهد نتانياهو من على الهامش، بينما يتجاوزه بايدن ويضمن إطلاق سراح الأسرى، حيث سيكون الضغط من الشارع الإسرائيليّ هائلًا. (ترجمات)