بات الوسطاء الذين يتحملون مهمة لا يُحسدون عليها، وهي التوصل إلى هدنة بين "حماس وإسرائيل، معتادين الآن على صعود وهبوط في المحادثات المعقدة، ولكنّ صبرهم بدأ ينفد.وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، حدث بعض التقدم خلال الأيام الأخيرة في القاهرة، لكنّ أحد الأشخاص المطلعين على المفاوضات، حذّر من أنه لا يوجد شيء "ملموس" حتى الآن. وخلال الأشهر القليلة الماضية، اعتقد الوسطاء مرات عدة أنهم على وشك التوصل إلى اتفاق، لكنّ آمالهم تبددت. وشدّد رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو على أنّ إسرائيل قد تكون مستعدة لإيقاف الحرب موقتًا حتى تقوم "حماس" بإطلاق سراح الأسرى، ولكن ليس لإنهاء الصراع. بالنسبة لنتانياهو، يظل الهدف النهائيّ هو تدمير قدرة "حماس" على حكم غزة، وهو الأمر الذي استعصى على إسرائيل خلال الأشهر السبعة الماضية. وفي الوقت نفسه، تُصرّ "حماس" على أنّ وقف إطلاق النار يجب أن يؤدي إلى انسحاب جميع القوات الإسرائيلية من القطاع. وجاء التفاؤل في الأيام الأخيرة بعد تقديم اقتراح مدعوم من إسرائيل، والذي وصفته الولايات المتحدة وبريطانيا بأنه "سخيّ للغاية" إلى "حماس".ضغوط على إسرائيلوبحسب الصحيفة، فإنّ الهوّة نفسها التي واجهت الوسطاء – قطر ومصر والولايات المتحدة – في الجولات السابقة، أصبحت واضحة مرة أخرى، حيث إنّ إسرائيل لا تريد إنهاء الحرب الآن، ولا تريد "حماس" التوقّف ما لم يتم التوصل إلى هدنة دائمة، تسمح للحركة بإدارة زمام الأمور مرة أخرى. وقالت الصحيفة إنّ هناك ضغوطًا كبيرة حاليًا على كلا الطرفين المتحاربين للتوصل إلى اتفاق. وتواجه "حماس" إبعادها من قطر التي تستضيف قيادتها السياسية، كما تواجه هجومًا إسرائيليًا متوقّعًا على رفح جنوب قطاع غزة، حيث تتمركز كتائبها المتبقية. وتواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من الولايات المتحدة، وعزلة متزايدة على المستوى الدولي. وكان المقترح الأخير قد تضمّن بعض التنازلات، بما في ذلك موافقة ضمنية من إسرائيل على عدد الأسرى الذين ستطلق "حماس" سراحهم خلال وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، وإمكانية التفاوض على المزيد من التمديدات وربما هدنة دائمة. وخفّفت "حماس" موقفها بشأن الجدول الزمنيّ لإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية. وقد أعطى ذلك الوسطاء الأمل، ولكن كما قال رئيس الوزراء القطريّ قبل بضعة أسابيع، فإنهم "لا يستطيعون تقديم الأشياء التي يمتنع الطرفان أنفسهما عن [عرضها]". (ترجمات)