على الرغم من تصريحات قائد الجيش الإسرائيلي الأخيرة التي تحاكي مناورة برية محتملة في لبنان، إلا أن أي عملية من هذا القبيل لم يتم وضعها على السكة بعد، وما زالت إسرائيل حتى الساعة تفسّر الصواريخ التي يطلقها "حزب الله" على تل أبيب على أنها إشارة "غير واضحة" من الحزب، ولا تتحمل أكثر من ضربات جوية كما هو الحال، وفقا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.الأربعاء، استدعى الجيش الإسرائيلي لواءي احتياط إلى جبهة لبنان عند حدود إسرائيل الشمالية وأصدر قادتهما تحذيرات من توغل بري محتمل في لبنان قريبا. أما في بيروت، فيسود جو من القلق والذعر وسط الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة والمستمرة على مناطق عدة، والنزوح الجماعي للسكان من الجنوب ومناطق أخرى.فرص اتفاق ضئيلةوبحسب الصحيفة، في هذه المرحلة، تبدو فرص إبرام أيّ اتفاق ضئيلة للغاية. مع ذلك، فإن التصعيد والقتال على الجبهة الشمالية الذي يزيد من المخاطر الكامنة في اندلاع حرب إقليمية شاملة، قد يحفز جهودًا تكون مركزة أكثر على التهدئة.وهذا ما تسعى لتحقيقه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تكافح للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن زعيم "حزب الله" حسن نصر الله لا يسهّل المهمة عليها ويصرّ على أن منظمته لن توقف هجماتها على إسرائيل طالما أن الجيش الإسرائيلي ينشط في غزة. بالعودة إلى الشمال، فقد انضمت ألوية المشاة الاحتياطية التي تمت تعبئتها مؤخرا إلى فرقة المظليين 98 التي تم تعيين وحداتها الأسبوع الماضي للقيادة الشمالية، من قبل الجيش الإسرائيلي.مع ذلك، لا يزال هذا الاستدعاء محدودًا نسبيًا.إعادة السكانوإلى الشمال أيضا، حضر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي وقائد القيادة الشمالية أوري غوردين تدريبًا للواء المدرع السابع الأربعاء.وعلى هامش التدريب، قال هاليفي للقادة هناك إن "الهدف واضح للغاية، إعادة سكان الشمال إلى ديارهم. ومن أجل تحقيق ذلك، نحن نقوم بمناورات".وتزامنت تصريحات القادة الإسرائيليين مع تقارير نشرت في وسائل الإعلام عن مبادرة أميركية جديدة.وفي هذا الإطار، ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري أن إدارة بايدن تجري محادثات عاجلة حول مبادرة جديدة مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بموافقة بنيامين نتانياهو الذي يتوجه إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.وبحسب "هآرتس" إذا لم يتم التوصل قريبا إلى وقف لإطلاق النار، فقد يختار "حزب الله" الدخول في حرب استنزاف مع إسرائيل، ما يعني أنه سيوسع نطاق ووتيرة إطلاق صواريخه باتجاه المناطق الواقعة جنوب حيفا مباشرة. ومن شأن ذلك أن يمكّنه من تعطيل حياة نحو مليوني إسرائيلي وحوالي ربع مساحة البلاد.(ترجمات)