اتسم عام 2023 بالحروب على مستوى العالم، سواء في أوروبا أم الشرق الأوسط أم إفريقيا.ووفقًا لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية، هناك قائمة من الحروب حلت في 2023، والتي يجب مراقبتها في عام 2024، وهي:حرب غزة كان الهجوم الذي قادته "حماس" في السابع من أكتوبر، وما تلا ذلك من تدمير إسرائيل لغزة، سببًا في نقل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني المستمر منذ عقود من الزمن، إلى فصل جديد مروّع. وبعد مرور ما يقرب من 3 أشهر، أصبح من الواضح أكثر من أيّ وقت مضى، أنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية لن تقضي على "حماس"، كما يزعم القادة الإسرائيليون، وأنّ محاولة القيام بذلك قد تقضي على ما تبقى من غزة. إنّ الرعب وحجم يوم 7 أكتوبر، واحتجاز أكثر من 200 أسير، ترك الإسرائيليّين في حالة من الصدمة، وتحطّم إحساسهم بالأمن. وتفاقمت حالة عدم الثقة التي شعر بها الكثيرون تجاه رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو قبل الهجوم، بسبب فشل حكومته في منعه. ومع ذلك فإنّ الإسرائيليّين يتفقون بأغلبية ساحقة مع نتانياهو، على أنهم لا يستطيعون العيش إلى جانب "حماس".حرب أوسع في الشرق الأوسط لا إيران وحلفاؤها من غير الدول، ولا الولايات المتحدة وإسرائيل، يريدون مواجهة إقليمية، ولكن هناك العديد من الطرق التي قد تؤدي بها الحرب بين إسرائيل و"حماس" إلى إشعال فتيل تلك المواجهة.الحرب في غزة تأتي في وقت سيّىء بالنسبة لطهران، وكانت علاقاتها مع واشنطن قد هدأت بعد فترة من الغضب الغربيّ من قمع النظام للاحتجاجات في أواخر عام 2022، وتسليم الأسلحة إلى روسيا. في أغسطس، تبادلت الولايات المتحدة وإيران المحتجزين، بالتوازي مع تفاهم ضمنيّ يقضي بإثناء طهران للميليشيات العراقية والسورية عن استهداف القوات الأميركية، وإبطاء التطوير النووي، والتعاون بشكل أفضل مع المفتشين، مقابل تخفيف الحكومة الأميركية لتطبيق العقوبات.أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإنّ آخر ما يريده بايدن، هو حرب أكبر في الشرق الأوسط عندما يحاول دعم أوكرانيا، واحتواء الصين، وتنظيم حملة لإعادة انتخابه. السوداناندلع الاحتكاك بين فصيلين عسكريّين سودانيّين، الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وتحول إلى حرب شاملة. وقد أدى قتالهم منذ ذلك الحين إلى مقتل الآلاف من الأشخاص، وتشريد ملايين آخرين، ووضع السودان على حافة الانهيار، وبينما يخيّم شبح الإبادة الجماعية مرة أخرى على منطقة دارفور الغربية.أوكرانياتحولت الحرب الروسية الأوكرانية إلى لعبة كرة قدم سياسية في واشنطن، ولكن ما يحدث على أرض المعركة سيحدد أمن أوروبا في المستقبل. تضاءل الهجوم المضادّ الذي شنته أوكرانيا، ولم يحقق جيشها سوى القليل من الأرض، ناهيك عن اختراق الدفاعات الروسية في الجنوب، وهو ما كانت تطمح إليه كييف. ويخشى الجنرالات الأوكرانيون من هجوم روسيّ في الشرق أو الشمال، على الرغم من أنّ محاولة روسيا في أواخر عام 2023 للاستيلاء على مدينة أفدييفكا الشرقية، قوبلت بمقاومة شرسة، ما يشير إلى أنّ أيّ تقدم روسي سيكون صعبًا، بشرط أن يكون لدى أوكرانيا ما يكفي من الأسلحة.أرمينيا وأذربيجانأدى الهجوم الخاطف الذي شنته أذربيجان في ناغورنو كاراباخ، إلى نزوح جميع من يعيشون هناك تقريبًا أي أكثر من 100 ألف شخص. والسؤال هذا العام هو ما إذا كانت أذربيجان ستذهب إلى أبعد من ذلك، أو مع أنّ المحادثات في أواخر عام 2023 يبدو أنها تسفر عن بعض التقدم، فستجد هي وأرمينيا أخيرًا طريقة للسلام. يبدو أنّ عملية ناغورنو كاراباخ التي نفذتها أذربيجان تُنهي على الأقل في الوقت الراهن، صراعًا دام عقودًا من الزمن حول الإقليم المتنازع عليه. وفي التسعينيات، أعلنت الأغلبية العرقية الأرمنية في المنطقة، بدعم من أرمينيا، جمهوريتها الخاصة، وفي الحرب التي تلت ذلك طردت الأذربيجانيّين من ناغورنو كاراباخ والمناطق المجاورة. لسنوات عديدة، لم تصل المحادثات بين باكو ويريفان إلى أيّ نتيجة. وفي الوقت نفسه، قامت أذربيجان ببناء جيشها، وفي عام 2020، وبدعم من تركيا، استعادت المناطق المحيطة بناغورنو كاراباخ وجزءًا من الجيب نفسه. وبعد 6 أسابيع من القتال العنيف، تدخلت روسيا للتوسط في هدنة، وأرسلت قوات حفظ السلام إلى الشرطة.الولايات المتحدة والصينسعى اجتماع نوفمبر بين الرئيس الأميركيّ جو بايدن والرئيس الصينيّ شي جين بينغ، إلى إعادة ضبط ما كان بمثابة تراجع حادّ في العلاقات بين البلدين. لكنّ مصالحهما الأساسية لا تزال تتصادم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقد تكون الانتخابات التايوانية والتوترات في بحر الصين الجنوبيّ بمثابة اختبار لذوبان الجليد. وتسعى بكين وواشنطن منذ بعض الوقت لتهدئة التوترات، ويريد شي التركيز على الاقتصاد الصينيّ المتعثر، ومنع فرض المزيد من القيود التجارية الأميركية (شددت واشنطن مؤخرًا القيود المفروضة على بيع التكنولوجيا المتطورة للصين، إضافة إلى مجموعة من التعريفات والقيود الأخرى). تريد إدارة بايدن بعض الهدوء قبل التصويت الأميركيّ عام 2024، وطمأنة العواصم الأخرى القلقة بشأن العداء بين العملاقين بأنها تستطيع إدارة المنافسة بشكل مسؤول.هايتييأمل الهايتيون أن تتمكن القوات الأجنبية، التي من المقرر أن تصل في وقت مبكّر من عام 2024، من التصدي للعصابات المفرطة في العنف التي مزقت البلاد على مدى السنوات القليلة الماضية. لكنّ الشرطة الكينية التي من المقرر أن تقود المهمة المخطط لها، قد تعثرت في مواجهة الجماعات المسلحة المدججة بالسلاح في مدن الصفيح المزدحمة، خصوصًا في ضوء الفوضى التي تعصف بالسياسة في هايتي.الساحلفي عام 2023، أطاح جيش النيجر بمحمد بازوم، الرئيس الإصلاحيّ الصديق للغرب، ما عزز حكم الجيش في جميع أنحاء منطقة الساحل، بعد الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو. لقد وعد الضباط الموجودون في السلطة بالحدّ من أعمال العنف التي تمزق الريف، ولكن بالإضافة إلى تبديل الشركاء الأجانب وشراء أسلحة جديدة، لم يقدموا سوى القليل من الأفكار الجديدة، وبدلًا من ذلك كثفوا الهجمات التي فشلت منذ سنوات.إثيوبيا بدأت إثيوبيا عام 2023 بأخبار جيدة لكنها أنهتها بالكثير مما يدعو للخوف. وفي بداية العام، كانت الحرب الوحشية التي تركزت في منطقة تيغراي في أقصى شمال البلاد على وشك الانتهاء. وأدى القتال الذي دار بين متمردي تيغراي والقوات الفيدرالية، جنبًا إلى جنب مع القوات الإريترية، إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، وكانت قوات تيغراي على وشك الزحف نحو العاصمة أديس أبابا قبل أن تتراجع بسرعة. ثم قامت القوات الفيدرالية بتطويق سكان تيغراي تدريجيًا، وأبرم رئيس الوزراء الإثيوبيّ أبي أحمد اتفاقًا مع زعماء المنطقة. وقد جلب اتفاق نوفمبر 2022 الراحة لتيغراي. لكنها مهدت الطريق للقتال في أماكن أخرى، وفقًا لمراقبين.(ترجمات)