واحدا تلو الآخر، تعقبت إسرائيل واستهدفت وقضّت على قيادات أعظم أعدائها الإقليميين في عملية اغتيالات مترامية الأطراف ليس لها سابقة تذكر في التاريخ الحديث، وفق موقع "أكسيوس".كان مقتل العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر يحيى السنوار الأسبوع الماضي تتويجا لسلسلة استمرت 3 أشهر حيث قتلت إسرائيل كبار قادة "حماس" و"حزب الله"، فضلا عن العديد من الجنرالات الإيرانيين.سلسلة عمليات القتل، التي جاءت بعد عام من هجمات "حماس" في 7 أكتوبر، بمثابة ضربة قاضية لما يسمى "محور المقاومة" الذي كانت إيران تبنيه وتسلحه وتموله لسنوات.مقتل الرجل الأولفي حين أن وفاة السنوار كانت بمثابة الانتصار الرمزي الأكثر أهمية، إلا أنها كانت مميزة لأنها لم تكن اغتيالاً مستهدفا وليست نتاج عملية معقدة أو معلومات استخباراتية سرية محددة.وقال "أكسيوس" إنه تم تشكيل وحدة خاصة داخل جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي، الشين بيت، للقيام بذلك بالضبط.وعملت أجهزة الاستخبارات الأميركية ووحدات العمليات الخاصة مع الإسرائيليين لأشهر عدة لمطاردة السنوار ونوابه، واستثمرت قدرًا هائلاً من الموارد الاستخباراتية والعملياتية.مرات ومرات، اقتربت القوات من السنوار داخل أنفاق "حماس" في جنوب غزة لكنه تمكن من الهرب منها.عندما تم القبض على السنوار أخيرًا، كان ذلك محض صدفة.لم تكن وحدة الجيش الإسرائيلي التي اقتربت من المنزل الذي كان يختبئ فيه تعرف هوية المسلحين الذين كانوا يتبادلون معهم إطلاق النار.لم يكتشف الجندي البالغ من العمر 19 عامًا والذي قتل الرجل الأكثر طلبًا في الشرق الأوسط إنجازه التاريخي إلا بعد فوات الأوان.ومع تصاعد القتال مع "حزب الله" على الحدود الشمالية في الأيام التي أعقبت 7 أكتوبر، بدأت إسرائيل أيضًا في استهداف كبار قادة الحزب.لقد قتلت إسرائيل العديد من قادة "حماس" و"حزب الله" في الأشهر الستة الأولى من الحرب. ولكن الاختراق الكبير جاء في منتصف يوليو بقتل قائد الجناح العسكري لـ"حماس"، محمد ضيف، في غارة جوية في جنوب غزة. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تنجح فيها إسرائيل في قتل أحد مهندسي هجمات أكتوبر.وبعد أسبوعين، نفذت إسرائيل غارة جوية في بيروت وقتلت القائد العسكري الأعلى لـ"حزب الله"، فؤاد شكر وهي الضربة الأكبر التي تلقتها الميليشيا منذ اغتيال إسرائيل لقائدها العسكري السابق، عماد مغنية، في عام 2008.وبعد أقل من يوم واحد، نفذت إسرائيل عملية اغتيال أخرى ــ هذه المرة في طهران، حيث انفجرت قنبلة في دار ضيافة تابعة للحكومة الإيرانية وقتلت الزعيم السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية.وفي منتصف سبتمبر، شنت إسرائيل هجوماً سرياً غير مسبوق ضد "حزب الله" ففجرت عن بعد آلاف أجهزة النداء واللاسلكي. وأسفرت الانفجارات عن مقتل وجرح الآلاف من أعضاء "حزب الله"، ومن بينهم العديد من كبار المسؤولين. وعلى مدى الأيام القليلة التالية، نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية غير المسبوقة التي دمرت أجزاء كبيرة من ترسانات "حزب الله" الصاروخية والذخيرة، وقتلت العديد من كبار القادة ومتوسطي المستوى، بما في ذلك رئيس العمليات العسكرية، إبراهيم عكي، وعشرات من كبار قادة قوة الرضوان النخبة.ساعدت سلسلة الاغتيالات والعمليات العسكرية الأخرى في المنطقة في استعادة قدر كبير من الردع الإسرائيلي، الذي تحطم في 7 أكتوبر، بحسب "أكسيوس".إسرائيل تبحث عن مخرجويقول المسؤولون الإسرائيليون إنّ معظم القيادات العسكرية لـ"حماس" و"حزب الله" قد تم القضاء عليهم، وأن الكثير من القيادات السياسية ماتت أو هربت. ومع ذلك، ورغم أنّ عمليات الاغتيال جعلت من الصعب على "حماس" و"حزب الله" العمل، فإن المجموعتين بعيدتان كل البعد عن الدمار أو الاستعداد للاستسلام. على الرغم من القضاء على زعماء "حماس" و"حزب الله"، لا تزال إسرائيل تبحث عن إستراتيجية للخروج من الحروب التي تخوضها.ويجب أن تتضمن مثل هذه الإستراتيجية صفقة للإفراج عن الأسرى، وخطة للحكم في غزة بعد سقوط "حماس"، واتفاق دبلوماسي في لبنان يسمح بعودة المدنيين النازحين على جانبي الحدود."إن التحدي القادم هو تحويل الانتصارات التكتيكية في المعركة إلى إستراتيجية تضمن لشعب إسرائيل الأمن والاستقرار في المنطقة، بحسب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان.(ترجمات)