خلص تقييم مشترك بين جميع مستويات الجيش الإسرائيلي، إلى أنه لن يتم تدمير جميع أنفاق "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تحت غزة، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية.وبدأت قوات الجيش مؤخرًا بالخروج من غزة بعد نحو 3 أشهر من القتال، حيث نفّذت عددًا غير مسبوق من مهامّ هدم الأنفاق على الرغم من أنها تعلم أنّ أنفاقًا عدة لا تزال سليمة.يعمل الجيش الإسرائيليّ على تقليص قواته في مدينة غزة، مع علمه التام بأنه تم التغاضي عن أنفاق كثيرة، فيما لا ينبغي أن يكون هذا بمثابة مفاجأة.أنفاق غزةوأكد التقرير أنّ الأنفاق الواقعة تحت قطاع غزة كانت موجودة حتى قبل أن تقوم "حماس" بالسيطرة عليها.استخدمت مجموعات مسلّحة مختلفة الأنفاق لإخفاء المقاتلين والأسلحة منذ الأعوام الأولى لاحتلال إسرائيل غزة، بعد حرب الأيام الستة عام 1967، ولكنّ أول عملية حفر رئيسية جرت في أوائل الثمانينيات.في الأعوام الأولى من الحصار الذي فرضته إسرائيل بعد استيلاء "حماس" على السلطة عام 2007، تم تشغيل مئات الأنفاق، وكان بعضها واسعًا بما يكفي للسماح بمرور السيارات ثم بيعها في غزة.وتشير التقديرات إلى أنّ إسرائيل دمّرت ثلثي الأنفاق، ولكن بقي المئات منها، ولم يكن هناك نقص في الأشخاص بالقرب من الحدود الذين يعرضون تهريب أيّ شخص إلى الأسفل مقابل بضع مئات من الدولارات.لأكثر من عقدين من الزمن، كان ممر فيلادلفيا عبارة عن سباق تسلح تحت الأرض بين إسرائيل والفلسطينيّين، حيث أصبحت الأنفاق أعمق وأطول وحاولت تل أبيب تطوير أساليب جديدة لتحديد مواقعها وتدميرها. هجمات عبر الأنفاقبعد الانفصال عن غزة عام 2005، انتقل الجيش الإسرائيليّ إلى تنفيذ غارات جوية ضد الأنفاق العابرة للحدود خلال جولات القتال مع "حماس". الكميات الهائلة من الأسلحة والصواريخ الجديدة نسبيًا التي اكتشفها الجيش الإسرائيليّ في غزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، يُثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنّ إسرائيل فشلت في التعامل مع أنفاق التهريب.وأشار التقرير إلى أنّ "حماس" تمكّنت من حفر ما لا يقل عن 40 نفقًا، اخترق بعضها مئات الأمتار داخل إسرائيل.وكان من المفترض أن يتم استخدام الأنفاق لشن هجوم واسع النطاق على إسرائيل، ولكن قبل حدوث ذلك، شرعت إسرائيل في عملية الجرف الصامد عام 2014، ودمّرت أكثر من 30 نفقًا.وتمكنت "حماس" من شن هجمات عبر 4 أنفاق خلال القتال، نجحت 3 منها في قتل ما مجموعه 11 جنديًا.وأفاد تحقيق أجرته الصحيفة عقب القتال بين إسرائيل و"حماس" على مدار أسابيع عدة من عام 2008 إلى عام 2009، أنّ وحدات الجيش الإسرائيليّ التي أُرسلت إلى ضواحي غزة، كانت تفتقر إلى المعدات والتدريب اللازمين للتعامل مع الأنفاق هناك. وحذّر تقريران لمراقب الدولة في عامي 2007 و2017 من أوجه القصور الخطيرة في استعدادات الجيش الإسرائيليّ، والمناقشات الاستراتيجية للحكومة التي فشلت في الاستعداد لتهديد الأنفاق.أنفاق ضخمةويُعدّ تدمير شبكة أنفاق بحجم نظام النقل العام في مدينة كبرى، مهمة هندسية معقّدة قد تستغرق شهورًا، حتى لو لم تكن في منطقة حرب.ووفقًا لبعض التقارير المنفصلة في الصحافة الأجنبية، كان لدى جيش الدفاع الإسرائيليّ آمال كبيرة في مشروع يسمى "أتلانتس"، والتي من شأنها أن تنطوي على إغراق الأنفاق بمياه البحر.ومؤخرًا، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ التقييم الأصليّ كان لنحو 400 كلم من الأنفاق تحت غزة، وأنه الآن يشير إلى أكثر من 700 كلم.وقال أحد قادة الكتيبة المنشغلة في تحديد مواقع الأنفاق وتدميرها: "الأمر برمّته مسألة وقت، والثمن الذي نحن على استعداد لدفعه".وأكدت "هآرتس" أنه سيأتي يوم ستضطر فيه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى الاعتراف بأنّ تدمير شبكات الأنفاق لم يكن أبدًا هدفًا واقعيًا.(ترجمات)