دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن الثلاثاء إلى ضرورة وضع ترتيبات انتقالية شاملة تضم جميع الأطراف السورية، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، التي أصبحت المهيمنة على العاصمة دمشق عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقف التصعيد الإسرائيليوأكد بيدرسن أهمية وقف القصف الإسرائيلي والتوغلات داخل الأراضي السورية، مشيرا إلى أن التصعيد العسكري يعقد الأوضاع على الأرض ويزيد من التوترات في وقت تسعى فيه البلاد إلى دخول مرحلة جديدة من الاستقرار بعد أكثر من عقد من الصراع. وأوضح بيدرسن أن هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقا بجبهة النصرة، تُعد الجماعة المهيمنة حاليا في دمشق، لكنها ليست الفصيل الوحيد. وأشار إلى أن المجتمع الدولي سيحتاج إلى إعادة النظر في تصنيف الهيئة كمنظمة إرهابية، نظرا للتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي والعسكري في سوريا. ترتيبات انتقالية شاملةشدد المبعوث الأممي على أن أي ترتيبات انتقالية يجب أن تكون شاملة وتمثل جميع المجموعات العرقية والأطراف السورية لضمان عدم اندلاع صراعات جديدة. وقال: "إذا تم التوصل إلى ترتيبات انتقالية موثوقة وشاملة، فقد نشهد نهاية العقوبات الدولية، عودة اللاجئين، وتحقيق العدالة". وأشار بيدرسن إلى أن الوضع في سوريا ما زال غير مستقر، على الرغم من آمال العديد من السوريين في العودة إلى ديارهم. وأضاف أن الظروف المعيشية الصعبة تجعل عودة اللاجئين معقدة، مؤكدا أن تحسين الوضع الإنساني سيكون أساسيا في المرحلة القادمة. وأشاد بيدرسن بالتنسيق الجيد بين الفصائل المسلحة المعارضة في الوقت الراهن، لكنه حذر من احتمالية حدوث صراعات إذا لم تُبذل جهود كافية لضمان تعاونها المستمر، لا سيما في ظل استمرار الصراعات في الشمال السوري. تحول المشهد السوريوشهدت سوريا في الأيام الماضية تحولا دراماتيكيا، حيث قادت هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة متحالفة معها هجوما واسع النطاق أدى إلى دخول دمشق وفرار الرئيس بشار الأسد. وقد وصفت هذه الأحداث بأنها أكبر تحول في الصراع السوري منذ 13 عاما، ما فتح الباب أمام مرحلة جديدة في تاريخ البلاد مليئة بالتحديات والفرص لإعادة البناء السياسي والاجتماعي. وفي بيان صدر يوم الأحد، أعلنت المعارضة السورية أن دمشق أصبحت حرة بالكامل وأن "عهدًا جديدًا" قد بدأ للبلاد. وأثار هذا الإعلان ردود فعل دولية واسعة، وسط تساؤلات عن كيفية إعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار بعد سنوات من الحرب والمعاناة. (وكالات)