أثار مقتل 24 جنديًا من الجيش الإسرائيليّ خلال 24 ساعة، صدمة واسعة داخل المجتمع الإسرائيلي، إذ وصف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان له، ما حدث، "بأحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب". وأعلن الجيش الإسرائيليّ في ساعات مبكّرة من صباح الثلاثاء، مقتل 21 جنديًا بقطاع غزة في إحدى أكثر الهجمات دموية للجنود الإسرائيليّين، مشيرًا إلى أنه "يحقق في المأساة" التي قُتل فيها 21 جنديًا عند انهيار مبنيّين بوسط غزة، ما رفع إجماليّ القتلى من الجنود في يوم واحد إلى 24. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيليّ في بيان له، بالمضيّ قدُمًا في الحرب حتى "سحق حماس"، وتحرير أكثر من 100 أسير محتجز في غزة، قائلًا إنّ إسرائيل ستمضي قدُمًا في قتالها في غزة حتى تحقيق "النصر المبين". وأضاف نتانياهو: "بالأمس مررنا بأحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب. وباسم أبطالنا، من أجل حماية أرواحنا، لن نوقف القتال حتى تحقيق النصر المبين". وأكد رئيس الوزراء الإسرائيليّ في بيانه، أنّ "الجيش الإسرائيليّ بدأ تحقيقًا في الكارثة، ويجب أن نأخذ العبر الضرورية ونبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على مقاتلينا". كيف حدث ذلك؟ بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، كانت القوات الإسرائيلية خلال مهمة دفاعية في جنوب قطاع غزة وليست هجومية، إذ كان جنود الاحتياط يقومون بتمشيط المنطقة المزمع استخدامها كشريط أمنيّ بين حدود قطاع غزة والبلدات الإسرائيلية في منطقة غلاف غزة، قبل أن يتم استهداف دبابة من قبل مقاتلي "حماس" الذين كانوا يختبئون في المباني أو أنقاض المباني في المنطقة نفسها، والتي تبعد فقط 600 متر من حدود قطاع غزة مع إسرائيل، وكيلومتر واحد من بلدة كيسوفيم في شمال صحراء النقب. وخلال الهجوم على الدبابة، كانت معظم قوة الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت داخل مبنيَين مجاورين يُطلّان على الحدود، حيث كان يتم تجهيزهما للتفجير باستخدام الألغام، وذلك قبل أن يواصل مقاتلو "حماس" هجومهم بإطلاق صاروخ "آر بي جي" آخر على المباني، الأمر الذي أدى إلى "الكارثة"، وأودى بحياة 21 جنديّ احتياط داخل المباني حدث بعد دقائق، وربما حتى ثوان، حسبما تذكر "يديعوت أحرونوت".وأكد هذه الرواية أيضًا الناطق باسم الجيش الجنرال دانيال هاغاري والذي قال في تصريح صحفيّ متلفز، إنّ الجنود الاحتياطيّين قُتلوا في انفجار صاروخ "آر بي جي" استهدف دبابة ومبنًى فخّخه الجيش تمهيدًا لهدمه في جنوب قطاع غزة. وذكر هاغاري أنّ القوات الإسرائيلية كانت تعمل على "تدمير مبانٍ وبنًى تحتية إرهابية"، مشيرًا إلى صعوبة انتشال الجثث من تحت الأنقاض. ووصفت قوات الإنقاذ الإسرائيلية مكان انهيار مبنيَين وسط قطاع غزة، بأنه بمثابة "آثار الزلزال"، حسبما قالت مصادر عسكرية لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".ونشر الجيش الإسرائيليّ خلال الساعات الأولى من الحادث مساء الاثنين، أعدادًا كبيرة من القوات ووحدات البحث والإنقاذ، للمساعدة في جهود البحث والإنقاذ، حيث استمرت العمليات حتى فجر الثلاثاء. وأفادت "يديعوت أحرونوت" بأنه من المتوقع أن يقوم الجيش الإسرائيليّ بتعيين فريق تحقيق خاص لفحص ملابسات الحادث لمنع تكراره، إذ تشير إلى أنّ الحادث "قد يكون ناتجًا عن خطأ تقنيّ من قبل الجنود الذين أعدّوا المبنيَين للتفجير، كما هناك أيضًا احتمالات أخرى كثيرة، ومن المهمّ فهم ما حدث بالفعل من خلال إجراء تحقيق شامل".تطويق مدينة خان يونس في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيليّ تطويق مدينة خان يونس في جنوب غزة، التي شهدت تركزًا للقتال في الأسابيع الأخيرة. وقال الجيش في بيان، "خلال اليوم الفائت طوّقت القوات خان يونس وعمّقت العملية في المنطقة"، مشيرًا إلى أنه قتل "عشرات الإرهابيّين" في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. وذكر الجيش "خلال اليوم الماضي، عمّقت القوات العملية في قلب المنطقة التي تُستخدم كمركز ثقل محوريّ للواء خان يونس التابع لمنظمة (حماس)". وأضاف أنّ "القوات البرية خاضت معارك وجهًا لوجه بدعم من غارات سلاح الجو. واستخدمت المعلومات الاستخبارية لتنسيق إطلاق النار، ما أدى إلى القضاء على عشرات الإرهابيّين". وطالب الجيش الإسرائيليّ في بيان الثلاثاء، من سكان أحياء النصر، والأمل، ومركز المدينة والمخيم في مدينة خان يونس، بالإخلاء والانتقال فورًا إلى المنطقة الإنسانية في المواصي عن طريق شارع البحر.(ترجمات - وكالات)