على الرغم من كل المخاوف من اندلاع القتال في الشرق الأوسط الذي يمكن أن يجرّ الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران إلى قتال مباشر، فإنّ السمة الغريبة للصراع حتى الآن هي الحرص الذي تم اتخاذه في كل من طهران وواشنطن، لتجنب وضع قواتهم في اتصال مباشر.ويقول دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون ومسؤولون آخرون، إن لا أحد يعرف إلى متى سيستمر ذلك، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.لكن بعد 100 يوم من الحرب في غزة، فإنّ تقييم معظم اللاعبين الرئيسيّين، هو أنّ إيران دفعت وكلاءها لإثارة المشاكل للجيش الأميركي، والضغط على إسرائيل والغرب في العراق وسوريا ولبنان، وممرات الشحن في البحر الأحمر. وقد سمح ذلك للمسؤولين الإسرائيليّين بأن يوضحوا لـ"حزب الله" المدعوم من إيران، أنه ليس لدى إسرائيل مصلحة في تصعيد الضربات المتبادلة على الحدود الجنوبية للبنان. بالنسبة لإيران، لا يوجد تاريخ ولا اتصال مباشر لضمان بقاء التصعيد الخاضع للسيطرة، تحت السيطرة. ويقول مسؤولو المخابرات الأميركية، إنهم يواصلون تقييم أنّ إيران ليست مهتمة بحرب أوسع نطاقًا، حتى مع تشجيعها لعمليات "الحوثيّين" في البحر الأحمر. ويؤكد المسؤولون أنه لا يوجد دليل مباشر على أنّ كبار القادة الإيرانيّين - سواء قائد فيلق القدس أو المرشد الأعلى علي خامنئي - أمروا بشن هجمات "الحوثيّين" الأخيرة على السفن في البحر الأحمر. استراتيجية إيرانيةولكن ليس هناك شك في أنّ إيران دعمت تصرفات "الحوثيّين"، حيث تشير التقييمات الاستخباراتية إلى أنّ المسؤولين الإيرانيّين يعتقدون أنّ الصراع المتصاعد سيزيد التكاليف على الغرب، من دون المخاطرة بحرب أوسع نطاقًا، حسبما يقول الأميركيون. ويعتقد المسؤولون أنّ السفن والطائرات الإيرانية تقدّم بيانات الاستهداف. لكنّ وكالات التجسس الأميركية تعتقد أنّ "الحوثيّين" منظمة مستقلة، وأنّ إيران لا تُملي عليهم عملياتهم اليومية، حسبما ذكر البيت الأبيض. وقال الدبلوماسيّ السابق الشهير الذي تم تعيينه سفيرًا للولايات المتحدة في دول من بينها لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، رايان سي كروكر للصحيفة: "السؤال الذي يكمن في قلب كل هذا هو: إلى أيّ مدى يتم توجيه تصرفات هؤلاء الوكلاء من إيران، وإلى أي مدى هي مبادرات محلية؟". وأكد أنّ أكثر ما تهتم به القيادة الإيرانية هو "استقرار النظام"، لأنّ المرشد الأعلى يبلغ من العمر 84 عامًا ويعاني المرض. بدوره، قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط عدنان طباطبائي، إنّ "ما يحدث أزمة ردع حادّة بالنسبة لإيران، لأنه في العامين التاليَين على وجه الخصوص، نفذت إسرائيل العمليات الأكثر إذلالًا على الأراضي الإيرانية". وشملت هذه العمليات التخريب في محيط موقع التخصيب النووي في نطنز، واغتيال العالم الذي يعمل في قلب البرنامج النوويّ، عن بُعد. "نقل الصراع إلى الخارج"لكن في الأعوام الأربعة التي تلت ذلك، قامت إيران بتعميق وتحسين قواتها بالوكالة بشكل كبير، وتزويدها بأجيال جديدة من الأسلحة، والقدرة على تجميع أسلحتها الخاصة والمزيد من التدريب. وبينما دمرت القوات الأميركية والبريطانية نحو 30 موقعًا في اليمن يستخدمها "الحوثيون"، قال مسؤولون في البنتاغون الجمعة، إنّ الجماعة احتفظت بنحو ثلاثة أرباع قدرتها على إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن التي تعبر البحر الأحمر. وقالت خبيرة الشؤون الإيرانية في "تشاتام هاوس" سانام فاكيل: "لقد حاولت إيران نقل الصراع إلى الخارج". ويعترف المسؤولون أنه إذا قُتل أميركيون، فإنّ الضغط لتوجيه هجمات مباشرة على إيران سوف يرتفع بشكل حاد.(ترجمات)