سباق إفريقي محموم للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن بدأت ملامحه تتبلور بعد دعوات أميركية لاستحداث مقعدين دائمين للقارة السمراء.هذا السباق بدأ بعد تصريحات المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن، ليندا توماس غرينفيلد، التي قالت إنّ بلادها ستدعم وجود مقعدين دائمين للدول الإفريقية في مجلس الأمن.إفريقيا في مجلس الأمنوأعلنت دول إفريقية عدة أحقيتها في الحصول على مقعد القارة الدائم بمجلس الأمن، من بينهم دول عربية وهي مصر والجزائر والمغرب، فيما تسعى جنوب إفريقيا وإثيوبيا ونيجيريا للحصول على المقعد ذاته. الدعم الأميركي سانده الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الذي أكد ضرورة أن يُجري مجلس الأمن اصلاحات هيكلية داخل ميثاقه بما يسمح بحصول الدول الإفريقية على مقعد على الأقل. وبين الدول الإفريقية، انطلق التنافس على أشده، حيث أكد مصر تمتعها بكامل الأهلية للحصول على المقعد واقترحت أن يكون المقعد بالتناوب بين دول القارة السمراء، فيما استضافت الجزائر اجتماعا لتوحيد الجهود وإقرار مقعدين للقارة في مجلس الأمن لتكون مرشحة بقوة للعضوية، وكذلك المغرب التي طالبت على لسان ممثلها في مجلس الأمن بأحقية بلاده.التناوب بين الدول؟وفي التفاصيل، قالت الباحثة في الشؤون الإفريقية، إيمان الشعراوي، إنّ ما يشهده العالم في السنوات الأخيرة أثبت أن الهياكل التي تم وضعها في أعقاب الحرب العالمية الثانية لم تعد قادرة على حل الكثير من الصراعات التي يشهدها العالم على وجه العموم والقارة الإفريقية على وجه الخصوص.وأوضحت الشعراوي في مقابلة مع قناة "المشهد" أن الحديث الأميركي عن تخصيص مقعدين لإفريقيا بمجلس الأمن بعد سنوات من الرفض، يعود إلى متغيرات عدة منها:اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ورغبة أميركا في خلق توازن خصوصا وأن العالم أصبح يرى أن الأحادية القطبية أمر غير مبرر وأدى لصراعات واسعة.رغبة الولايات المتحدة في تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية، خصوصا وأن السنوات الماضية شهدت تراجعا للدور الأميركي مع تنامي النفوذ الصيني ووجود شركات أمن روسية في عدد من الدول الإفريقية.إدراك أميركا لأهمية القارة السمراء على الأصعدة كافة، خصوصا وأن إفريقيا لازالت تذخر بالكثير من الثروات. الطبيعية والمعدنية.ورأت الباحثة في الشؤون الإفريقية أنه في حالة تم فتح الباب أمام العضوية الدائمة للدول الإفريقية فإن نصف دول القارة سترى أحقيتها في الحصول على مقعد مجلس الأمن، لافتة إلى أنه في هذه الحالة سيكون التناوب على المقعد هو أفضل حل للإشكالية.وأضافت أنّ التناوب بين الدول الإفريقية وفقا للمعيار الجغرافي سيكون حلا للمشكلة لأن من دون هذه الفكرة سيكون هناك حالة تنافس شديدة ستجعل اختيار دولة بعينها لتكون ممثلة للقارة في مجلس الأمن أمرًا ليس سهلا.تجاهل مشاكل إفريقياووجهت الشعراوي اتهامات لمجلس الأمن بتجاهل مشاكل القارة السمراء بقولها: "هناك ازدواجية في التعامل مع القضايا الإفريقية، ففي حين تأخذ الحرب الروسية الأوكرانية حالة الزخم الأكبر وكذلك الحرب الإسرائيلية على غزة، يتراجع الاهتمام بالصراعات في القارة الإفريقية منها الصراع في السودان على سبيل المثال، رغم أن تداعياته الإنسانية لا تقل أهمية ولا خطورة على الحروب الأخرى".قضايا أخرى في إفريقيا مهمشة لصالح القارات الأخرى، بحسب الباحثة في الشؤون الإفريقية وهي قضايا تأثير التغير المناخي على العالم، وأشارت إلى أن القارة الإفريقية هي الأكثر تضررا بسبب التغيرات المناخية في حين لا يتحرك العالم من أجل هذه القضية.وقالت إن مجلس الأمن اخفق في حل الصراعات وإنهاء الفقر في إفريقيا، مشيرة إلى أن القارة لم تحظ سوى باهتمام شكلي فقط من العالم.من المرشح بالحصول على مقعد إفريقيا في مجلس الأمن، أجابت الشعراوي بقولها: "من الصعب التوافق على دولة لأن كل دولة ترى أن لديها ما يكفي من التاريخ والقوة السياسية للحصول على المقعد، في حين أن التناوب على المقعد سيحل الأزمة".وتوقعت أن تجد هذه الخطوة رفضا من الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن لأن توسيع نطاق عضوية الدول في المجلس سيفقد هذه الدول ميزتها في السيطرة والانفراد بالقرارت، مضيفة: "لو سُمح لإفريقيا بالحصول على مقعد في المجلس ستكون هناك مطالبات فيما بعد بالحصول على حق النقض الفيتو وهو أمر قد يهدد مصالح الدول الأعضاء التي لها الحق".وتابعت: "لو حصلت الدول الإفريقية على المقعد بدون حق النقض (الفيتو) ستكون عضوية بلا أنياب وشكلية فقط"، مبينة أن حصول القارة الإفريقية على مقعد في مجلس الأمن يتطلب أيضا تغيير في ميثاق الأمم المتحدة وهو ما سيواجه بعرقلة كبيرة من الدول.للمزيد : - ترتيب أكبر الدول الإفريقية حسب المساحة .- كم عدد الدول العربية في قارة افريقيا .(المشهد)