يعدّ الهجوم الصاروخيّ الإيرانيّ على مواقع الجماعات المسلحة في باكستان المجاورة يوم الثلاثاء، تطورًا جديدًا متفجرًا، في الاضطرابات المتزايدة التي اجتاحت الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة، وتنتشر الآن شرقًا نحو وضع جيوسياسي متقلّب، وفقًا لصحيفة "نيوزويك".وتعبيرًا عن غضبها إزاء ما اعتبرته انتهاكًا لأراضيها الوطنية يستهدف مدنيّين، ردت باكستان، الخميس، على ما قالت إنها مواقع يسيطر عليها المتمردون في الأراضي الإيرانية، ما يمهّد الطريق لمزيد من التصعيد المحتمل في التوترات بين البلدين "الشقيقين". في السياق، قال رئيس شركة فيزير للاستشارات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا ومقرها نيويورك، عارف رفيق، "لا يسعى أيّ من البلدين إلى خوض حرب بين الدول على حدودهما المشتركة، فهما يواجهان تهديدات ذات حجم استراتيجيّ أكبر من أماكن أخرى".وأضاف: "لذلك، لدى كل من إيران وباكستان مصلحة واضحة في إيجاد سقف لهذا الصراع الصغير ومسار نحو وقف التصعيد".أسباب هجوم إيران على باكستان من جهته، يوضّح مدير دراسات "الخليج الفارسي" في مركز الأبحاث العلمية ودراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية في طهران جواد هيرانيا، "لقد طالب داعمو طهران بردّ قويّ على هذه التصرفات من خلال عقد تجمّعات مختلفة". وأضاف أنّ الهدف الرئيسيّ من الضربات الصاروخية التي استهدفت مواقع في العراق وسوريا وباكستان، كان موجهًا إلى الخارج. مضيفًا: الرسالة الأخرى لهذه الهجمات إلى أميركا وإسرائيل، هي أنّ إيران ستتخذ إجراءات رادعة تتناسب مع التهديدات.من ناحية أخرى، ترسل طهران هذه الرسالة إلى دول مثل العراق وباكستان وأفغانستان، بأنها لن تسمح بالتهديدات ضدّ إيران من أراضيها.باكستان دولة تمتلك قنبلة نووية ولديها عداوة طويلة الأمد مع الهند. إنّ أيّ رسالة ردع من باكستان بشأن الهجمات الإيرانية، يمكن أن تكون مؤشرًا للهند على ردّ فعل إسلام آباد. فإيران ليس لديها نفوذ في باكستان كما هو الحال في العراق.كشمير.. صراع الهند وباكستانوكانت الهند من بين الدول القليلة التي أعربت عن دعمها للهجوم الإيراني، ما يشير إلى وجود صلة باتهامات نيودلهي الطويلة الأمد، بأنّ إسلام أباد تؤوي جماعات مسلحة، وهو اتهام نفاه المسؤولون الباكستانيون بشدة، حيث لا تزال الدولتان المسلحتان نوويًا في جنوب آسيا، عالقتين في مواجهة على منطقة كشمير المتنازع عليها.ولم تؤدِّ مثل هذه الرسائل، إلا إلى تأجيج سخط باكستان على الهجوم الإيراني، وأججت الضربات الانتقامية، التي قيل إنها ضربت مواقع لجيش تحرير بلوشستان الانفصالي، وجبهة تحرير بلوشستان في مقاطعة سيستان وبلوشستان بجنوب شرق إيران. الجدير بالذكر أنّ جيش العدل وجيش تحرير بلوشستان وجبهة تحرير بلوشستان، هي فصائل منفصلة تشن تمردًا أكبر لإقامة دولة مستقلة في منطقة بلوشستان الأوسعن التي تشمل أجزاءً من إيران وباكستان وأفغانستان، وفقًا لـ"نيوزويك".(ترجمات)