كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن قيام كل من حركة "حماس" وجماعة "الحوثي" بافتتاح مكاتب جديدة في العراق، ما يعكس الدور المتنامي للعراق في الحرب الخفية ما بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة.وأشارت الصحيفة إلى أنّ المسؤولين العراقيين سمحوا للجماعتين بتأسيس مكاتب أكثر ديمومة في بغداد في وقت مبكّر من هذا الصيف، بعد سنوات من زيارة ممثليهما.يأتي هذا التحول، الذي يُنكره المسؤولون العراقيون علنًا حتى مع تداول صور الجماعات في العراق على وسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يبدو فيه أنّ إيران تشجع وكلاءها من دول مختلفة، على التعاون في نقل الخبرات العسكرية في ما بينهما، وحتى التنسيق بشأن أهداف كل جماعة.وعلى مدى أكثر من 20 عامًا، منذ الهجوم الأميركيّ للإطاحة بالرئيس العراقيّ صدام حسين، ناضل العراق للحفاظ على توازن غير مستقر بين إيران، التي تشترك معها في حدود يبلغ طولها 1000 ميل، والولايات المتحدة، التي لا تزال تحتفظ بنحو 2500 جنديّ في البلاد.زيادة النفوذ الإيرانيوبحسب الصحيفة فإنّ هذا التوازن تحوّل تدريجيًا لصالح إيران، لقد عملت جارة العراق بشكل مطّرد على زيادة نفوذها الجيوسياسيّ من خلال توسيع نطاق التجنيد وتمويل القوى المتعاطفة داخل العراق.إنه جزء من جهد أكبر من جانب طهران لبناء كتلة إقليمية من القوة الشيعية تمتد إلى لبنان مع "حزب الله"، وإلى اليمن مع "الحوثيّين"، بحسب "نيويورك تايمز".لقد دفعت إيران في السنوات الأخيرة الحكومة العراقية إلى إضفاء الشرعية على الميليشيات الشيعية في البلاد، بعضها موالٍ لطهران، فضلًا عن الجماعات المسلحة السنية والمسيحية واليزيدية التابعة لها، من خلال جعلها جزءًا من جهاز الأمن العراقي.كما أنشأت القوى الشيعية أحزابًا سياسية ناجحة، فاز ائتلاف منها بعدد كافٍ من المقاعد في انتخابات 2021 لاختيار رئيس الوزراء.وفي ظل هذه الخلفية من النفوذ الإيرانيّ المتزايد، رضخت القيادة العراقية عندما أراد "الحوثيون" و"حماس" فتح مكاتب بالبلاد.مسؤولون "غير سعداء"يقول بعض المسؤولين الحكوميّين العراقيّين، وفقًا لاثنين من الأشخاص الذين تحدثوا إلى صحيفة "نيويورك تايمز" بشكل خاص، إنهم غير سعداء بضيوفهم الجدد، لكنهم لم يكن لديهم القوة لمنعهم، نظرًا لنفوذ الأحزاب السياسية العراقية المرتبطة بإيران.وقد تم إنشاء المكاتب، التي تركز بشكل أساسيّ على تطوير الروابط في العراق، في يونيو، وفقًا للمسؤولين العراقيّين والغربيّين، فضلًا عن عضو في جماعة مسلحة عراقية. وتحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.يعكس المكتبان الجديدان، أحدهما لـ "حماس"، وهي جماعة سنية، والآخر لـ "الحوثيّين"، وهم جماعة شيعية، مدى تغيّر السياسة العراقية منذ عهد صدام حسين.وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أوتاوا، توماس غونو، إنه وأكاديميون آخرون لاحظوا اتجاهًا من جانب إيران، لتشجيع الجماعات المسلحة من بلدان مختلفة على العمل معًا. وقال إنّ هناك "مؤسساتية متزايدة للعلاقات بين شركاء إيران في محور المقاومة".وافتتحت "حماس" مكتبها في بغداد في عروسات، وهو حيّ من الطبقة المتوسطة يضم مزيجًا من المنازل المكونة من طابقين، والتي بُنيت في السبعينيات، وبناء أحدث وتسيطر كتائب "حزب الله"، أبرز الجماعات المسلحة الشيعية العراقية الموالية لإيران وأكثرها سرّية، على مساحات من المنطقة.كان الاستقبال لـ"الحوثيّين" حارًا بشكل خاص بين الشيعة.ومنذ أوائل يوليو، التقى ممثل "الحوثيّين" في العراق، أبو إدريس الشرفي، بشخصيات بارزة في بغداد، بما في ذلك قيس الخزعلي، زعيم جماعة "عصائب أهل الحق" المسلحة المرتبطة بإيران ومؤسس جناحها السياسيّ المؤثر.كما زار ممثل "الحوثيّين" زعماء القبائل في المناطق الريفية في جنوب العراق، ونشر مقطع فيديو على قناة "الحوثيّين" في العراق لخطاب ألقاه هناك وهو يرتدي خنجرًا احتفاليًا، ويلوّح بقوة بينما يحثهم على شن الحرب ضد إسرائيل. (ترجمات)