قالت شبكة "سي إن إن" إنّ قدرة الرئيس الأميركي جو بايدن، على هندسة تهدئة سريعة للحرب بين إسرائيل و"حماس" تعرضت لضربتين جديدتين. وأشارت الشبكة الأميركية إلى أنّ تداعيات مهمة إنقاذ الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة التي تسببت في مقتل عشرات الفلسطينيين واستقالة بيني غانتس المنتمي للوسط من حكومة الحرب الإسرائيلية يوم الأحد، إلى تفاقم المعضلات السياسية والدبلوماسية التي سعى بايدن منذ أشهر لحلها. وكانت عودة الأسرى الإسرائليين الأربعة لحظة فرحة للإسرائيليين ولكن الخسائر الإنسانية الناجمة عن العملية تسلط الضوء على المجازر التي ألحقتها إسرائيل بالمدنيين.بايدن في مأزقوبحسب "سي إن إن" يمكن أن يؤدي إراقة الدماء الأخيرة في غزة إلى زيادة تباعد بايدن عن التقدميين في ائتلافه الانتخابي الذين يشعرون بالغضب من دعمه لإسرائيل وعملياتها وفشلها في بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين. وأيّ انخفاض كبير في الأصوات من هذه الدائرة الانتخابية يمكن أن يعرّض بايدن للخطر في الولايات المتأرجحة. وتتسم هذه القضية بالتوتر بشكل خاص في ميشيغان، وهي ولاية من المحتمل أن تكون حاسمة في نوفمبر، حيث تعد موطناً لأعداد كبيرة من الأميركيين العرب. وتؤكد مهمة الإنقاذ أيضًا على التفاوت في عدد القتلى بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الصراع، ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى مزيد من عزلة إسرائيل دوليا عن الدول التي شعرت بالرعب من هجمات "حماس"، وأن يزيد من التوتر بين واشنطن وحلفائها بشأن الحرب.هل تنهار الحكومة الإسرائيلية؟بالإضافة إلى ذلك، سيكون لاستقالة غانتس، وهو جنرال متقاعد بالجيش عواقب محلية ودولية كبيرة ولكن من غير المرجح أن تغير السياسة الإسرائيلية. قد يؤدي غياب غانتس أيضًا إلى خلق عقبة أكبر أمام الموافقة على أي اتفاق سلام بين إسرائيل و"حماس"، بحسب "سي إن إن". وإلى جانب نتانياهو، فإن العضو الوحيد المتبقي في حكومة الطوارئ الذي يتمتع بسلطة اتخاذ القرار هو وزير الدفاع يوآف غالانت، وهو أيضًا من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء.قد يكون لتفكك حكومة الحرب الإسرائيلية ودعوة غانتس لإجراء انتخابات عواقب غير متوقعة في إسرائيل وسط تصاعد الاحتجاجات ضد نتانياهو. ولخص مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان المعضلة السياسية والدبلوماسية المعقدة التي تواجهها الإدارة في ظهوره في برنامج "حالة الاتحاد" على قناة "سي إن إن" بقوله إنّ الولايات المتحدة "لم تشارك عسكريا" في عملية إنقاذ الأسرى الإسرائيليين الأربعة، بعد أن قال مسؤول أميركي في وقت سابق إن "خلية" أميركية في إسرائيل شاركت في الجهود لتحرير الأسرى.وقف الحرب هو الحلوأشار سوليفان إلى أنّ أفضل طريقة لإعادة جميع الأسرى إلى وطنهم وحماية المدنيين الفلسطينيين هي إنهاء هذه الحرب. وقال سوليفان: "إن أفضل طريقة لإنهاء هذه الحرب هي أن تقول "حماس" نعم للاتفاق الذي أعلنه الرئيس بايدن وقبلته إسرائيل". وأضاف سوليفان: "لقد قُتل أبرياء بشكل مأسوي في هذه العملية... لا نعرف العدد الدقيق، لكن قُتل أشخاص أبرياء. وهذا أمر مفجع".(ترجمات)