قد تتجه الولايات المتحدة قريبًا إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، حسبما أفادت صحيفة نيويورك تايمز نقلًا عن مصادر لم تسمّها، مشيرة إلى أنّ هذا الاعتراف قد يسبق تفاصيل وحدود الدولة التي سيتم تحديدها في وقت لاحق. وقالت الصحيفة الأميركية إنّ أحد الطرق التي يمكن أن تستعين بها الولايات المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية، يتمثل في قرار يصدر من الأمم المتحدة بذلك، وعلى الأقل "تقوم أميركا بعرقلته".ولن يكون تصويت الأمم المتحدة على إقامة دولة فلسطينية إلا رمزيًا ما دامت إسرائيل تحتل قسمًا كبيرًا من الأراضي الفلسطينية، لكنه سيشير بحسب "نيويورك تايمز" إلى أنّ الصبر الأميركيّ على إسرائيل بشأن هذه القضية قد وصل إلى أدنى مستوياته منذ عقود. وتشير "نيويورك تايمز" إلى أنّ هذا الاتجاه نابع من غضب الرئيس جو بايدن من رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو، خصوصًا مع رفض الرأي العام الأميركيّ والكونغرس من الطريقة التي تتعامل بها إدارة بايدن مع إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر، ويطالبون بوقف فوريّ لإطلاق النار. وقبل 7 أكتوبر، لم تفعل إدارة بايدن الكثير للمساعدة في إنشاء دولة فلسطينية، على الرغم من أنّ الولايات المتحدة دعمت الفكرة منذ فترة طويلة.إقامة دولة فلسطينية يشكل أولوية لدى أميركالكنّ الفوضى التي حدثت في الأشهر القليلة الماضية أقنعت مسؤولي بايدن بأنهم لا يستطيعون الانتظار مع استمرار الوضع الراهن، حسبما تقول الصحيفة الأميركية، مشيرة إلى أنّ المسؤولين الأميركيّين يقولون الآن إنّ إيجاد الطريق إلى مثل هذه الدولة يشكل أولوية. وفي قطر هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، إنّ ذلك يجب أن يحدث بسرعة. ويمثّل هذا أمرًا مهمًا لإدارة بايدن التي تريد التوسط في صفقة تقوم بموجبها السعودية وإسرائيل بإقامة العلاقات، وهي خطوة يمكن أن تضمن قدرًا أكبر من الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط. لكنّ السعودية لن توافق على ذلك إذا لم تساعد إسرائيل في تحسين حياة الفلسطينيّين ومنحهم فرصة لإقامة دولتهم، بحسب ما يذكر التقرير. ورغم ذلك، يقول نتانياهو إنه لن يسمح أبدًا بإنشاء دولة فلسطينية. ويتفق معه حلفاؤه المتطرفون والعديد من الإسرائيليّين. وتشير "نيويورك تايمز" إلى أنّ العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل نجت من عواصف سابقة، وكان لكل من باراك أوباما ورونالد ريغان خلافات كبيرة مع رؤساء الوزراء الإسرائيليّين، إلا أنه للمرة الأولى منذ عقود، يمضي كل جانب قدُمًا من دون أيّ اعتبار يذكر لما يريده حليفه.(ترجمات)