يبدو أن التحذيرات التي أطلقها البيت الأبيض، والمحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة لم تفعل شيئاً يذكر لمنع بعض الوزراء اليمينيين في إسرائيل من الترويج لرؤية رفضها رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهي إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في غزة بعد الحرب، وفقا لموقع "NBC" الأميركي.وكان عدد من الوزراء في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليمينية من بين آلاف الأشخاص الذين توافدوا على مؤتمر في القدس مساء الأحد يدعو إلى "إعادة توطين" الإسرائيليين في غزة، بحضور وزير الأمن القومي اليميني إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش."الاستيطان يجلب الأمن"المؤتمر، الذي أطلق عليه اسم "الاستيطان يجلب الأمن"، قادته جزئيا منظمة "ناشالا" اليمينية، وهي مجموعة تدعو إلى توسيع المستوطنات اليهودية، التي تعتبرها الهيئات الدولية والإنسانية غير قانونية. وقامت إسرائيل بتفكيك مستوطناتها في غزة عندما انسحبت من جانب واحد من القطاع في عام 2005 بعد 38 عاما من السيطرة عليه. وبقي القطاع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، حيث تولت "حماس" السيطرة عليه في عام 2007 بعد فوزها في الانتخابات التي أجريت في عام 2006 وما تلا ذلك من صراع على السلطة مع منافستها الرئيسية، فتح.وفي حين قال نتانياهو إن إسرائيل "ليس لديها أي نية للبقاء في غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين"، إلا أن الأسئلة ظلت قائمة حول الشكل الذي سيبدو عليه مستقبل القطاع بمجرد انتهاء حرب إسرائيل ضد "حماس".وقالت مديرة ناشالا دانييلا فايس، وهي زعيمة معروفة في حركة الاستيطان الإسرائيلية، لشبكة "إن بي سي" إن الخريطة تتصور مستقبلًا يكون فيه "قطاع غزة بأكمله جزءًا من دولة إسرائيل".وأضافت: "بعد السابع من أكتوبر تغير التاريخ"، في إشارة إلى هجمات "حماس" في ذلك اليوم على إسرائيل.وقالت: "بدلاً من ذلك، سيكون هناك الكثير من اليهود الذين سيعودون إلى المستوطنات، وسيبنون مستوطنات جديدة".دعوات لبناء مستوطنات في غزةودعا بن غفير، خلال المؤتمر، نتانياهو إلى أن يكون "شجاعا"، قائلا إن الوقت قد حان لتطوير المستوطنات الإسرائيلية في غزة، و"تشجيع" الفلسطينيين على مغادرة القطاع.بالإضافة إلى سموتريش وبن غفير، حضر هذا الحدث أيضا وزير التراث أميهاي إلياهو ووزير السياحة حاييم كاتس، من حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو، إلى جانب عدد من السياسيين الآخرين.وشاركوا في المؤتمر بعد أن أمرت محكمة العدل الدولية يوم الجمعة إسرائيل ببذل كل ما في وسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية في هجومها على غزة، والذي قتل فيه أكثر من 26 ألف شخص وأصيب أكثر من 64 ألف آخرين. مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويُفترض أنهم قتلوا، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.ووجدت استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها الجامعة العبرية في أوائل ديسمبر أن أكثر من نصف الإسرائيليين يعارضون ضم قطاع غزة وإعادة المستوطنات التي تم تفكيكها خلال الانسحاب الإسرائيلي عام 2005، وفقًا لـ"صحيفة التايمز أوف إسرائيل".(ترجمات)