بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولايته الثانية في البيت الأبيض، مصمّمًا على ما يبدو لنيل جائزة "نوبل" للسلام لمساعيه في حفظ السلام العالمي. فحتّى قبل توليه منصبه، كان يطالب إسرائيل و"حماس" بالاتفاق على وقفٍ لإطلاق النار في غزة. وأعقب هذا الأمر جهوده، المتعثّرة إلى حد ما، لتنفيذ ترتيب مماثل في أوكرانيا.ووفقًا لتقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية، فإنّ ترامب، وفي الوقت الذي لا يكون مشغولاً بالتسبب باضطراب في الأسواق المالية العالمية، يشنّ ضربات جوية ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن. ترامب والسلام في أوكرانيا وغزة فحتّى الآن، ووفقًا للتقرير، لم تحقّق أي من هذه المبادرات التأثير المطلوب. ففي غزة، انهار اتفاق وقف إطلاق النار لدرجة أنّ طرفي النزاع استأنفا الأعمال العدائية. أما محاولة ترامب المهينة من أجل تهديد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقبول بشروط وقف إطلاق النار التي فرضتها واشنطن، فقد أجهضها تعنّت روسيا، بحسب الصحيفة البريطانية. ترامب يعلّق آماله على إيران وفي ما يتعلّق بـ"الحوثيين"، فهم لا يزالون يشكلون تهديدًا مستمرًا على ممرات الشحن المزدحمة في البحر الأحمر المؤدية إلى قناة السويس، حيث أطلقوا عشرات الصواريخ الباليستية، ووابلا من الطائرات بدون طيار والصواريخ على سفن البحرية الأميركية، منذ منتصف مارس مع بدء شنّ إدارة ترامب ضرباتها الجوية.وها هو اليوم غير مكترث بهذه النتائج غير المرضية، على حدّ تعبير الصحيفة، يخطط لفتح جبهة جديدة من مساعيه لحفظ السلام عبر البدء بمفاوضات مع إيران في ما خصّ برنامجها النووي. وفي إعلان مفاجئ، أعلن ترامب أن "اجتماعًا ضخمًا" سيُعقد بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين في عمان هذا الأسبوع. إلاّ أن وكما في معظم تصريحات ترامب، فقد نشأت الخلافات حول الطبيعة الدقيقة لهذه المحادثات، حيث اعترضت طهران على ادعاء ترامب بأن واشنطن هي من ستجري مفاوضات مباشرة مع إيران."ترامب يَعِدُ ويهدد ولا ينفّذ" وتطرّق التقرير إلى حديث ترامب لدى سؤاله عن احتمال عدم تحقيق محادثات عُمان للنتائج المرجوة، حيث قال إنّ "إيران ستكون في خطر كبير"، حيث اعتبرت الصحيفة أنّ هناك شكوكاً مستمرة في أن ترامب قد يُغرى بمنح الإيرانيين مخرجاً سهلاً.وانتقدت الصحيفة كيف أنّ ترامب الذي هدّد حركة "حماس" بأنه سوف ينتظرها "الجحيم" بحال لم تُفرج عن الأسرى الإسرائيليين المتبقّين، لم ينفّذ تهديده ولم يتمّ الإفراج عن أي أسرى إضافيين.وأيضًا هدّد ترامب روسيا بمزيد من العقوبات بحال عرقلت اتفاق السلام في أوكرانيا. ولكن، على الرغم من استمرار الهجمات الروسية، غاب اسم روسيا بشكل لافت عن قائمة الدول التي ستواجه الرسوم الجمركية. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنّه وبالنظر إلى سجلّ ترامب الأخير، فإن رغبته بأن يُنظر إليه كصانع سلام قد تدفعه لتليين موقفه العدائي تجاه طهران، إذا ما قدمت له عرضًا يُرضي غروره. (ترجمات)