في أوكرانيا، وصل الهجوم المضادّ الطاحن ضدّ الهجوم الروسيّ إلى طريق مسدود قاتم. وفي الشرق الأوسط، تفجّر الصراع المستمر منذ عقود من الزمن ليتحول إلى حرب غير مسبوقة وعالية الحدّة في قطاع غزة المحاصر.تمّ طرد الجزء الأكبر من سكان القطاع من منازلهم وقُتل نحو 20 ألف فلسطينيّ في غضون أسابيع، فيما يعاني ربع سكان غزة من "الجوع"، بحسب الأمم المتحدة، التي حذرت الخميس من خطر المجاعة التي باتت تتزايد في المنطقة كل يوم. وبينما استحوذت الحربان على اهتمام وسائل الإعلام العالمية الكبرى طوال عام 2023، استمرت أزمات أخرى، وفق ما جاء في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.وفي السودان وميانمار، تعمل الحروب الأهلية المدمرة، التي اتسمت بعدد لا يُحصى من تقارير عن جرائم حرب، على انهيار الدول المضطربة وإثارة أزمات إنسانية متصاعدة.وأدى عدم الاستقرار الاجتماعيّ والضغوط الاقتصادية في مرحلة ما بعد الوباء، إلى زيادة موجات الهجرة في جميع أنحاء العالم. ولكن، هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تسوء في عام 2024، وأزمات عدة ستزداد سوءًا.حرب غزةوبينما يتعهد المسؤولون الإسرائيليون بحرب طويلة، فإنّ القتال الحاليّ يدفع غزة إلى المرحلة التالية، أي 2 مليون شخص على حافة الهاوية فيما أصبحت المنطقة هي المكان الأكثر دموية في العالم بالنسبة للمدنيّين. في 7 أكتوبر، عندما شنت حركة "حماس" هجومها على جنوب إسرائيل، كان 80% من سكان غزة بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وتدعو منظمات الإغاثة وزعماء في العالم إلى وقف إطلاق النار وزيادة مساعدات الإغاثة إلى غزة. وفي غياب حلول وقف الأعمال العدائية، فإنّ الحرب قد تهز المنطقة، فتجلب الفصائل المناهضة لإسرائيل المتمركزة في لبنان وسوريا، وتؤدي إلى تدفق غير مسبوق من اللاجئين الفلسطينيّين إلى مصر.وصنفت لجنة الإنقاذ الدولية، الصراع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية باعتباره ثاني أكثر الأزمات الصارخة التي يجب مراقبتها في عام 2024.دول إفريقياوكانت الأزمة الأولى هي الحرب في السودان التي لم تتمّ مناقشتها بشكل كبير، حيث أدت 8 أشهر من القتال بين الجيش في البلاد وقوات الدعم السريع، إلى ترك أكثر من نصف البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية وأجبرت نحو 6 ملايين شخص على ترك منازلهم. وهناك نحو 19 مليون طفل بدون تعليم، حيث أدى الصراع إلى إغلاق آلاف المدارس. وقال الشافعي محمد أحمد من لجنة الإنقاذ الدولية: "لقد أصبح السودان أكبر أزمة نزوح في العالم". وأضاف: "أنّ الاستقطاب العرقيّ والقبليّ للحرب الحالية يهدد بشكل أكبر إمكانية الوصول إلى المساعدات المتاحة". وفي إفريقيا، يشير تقرير الصحيفة إلى أنّ 3 دول في غرب إفريقيا ستشهد تصاعد الصراع وهي: بوركينا فاسو ومالي والنيجر.(ترجمات)