فيديو - هل تتدخل روسيا لوقف القتال في الساحل السوري؟

مقاتلة روسية أقلعت من قاعدة حميميم وحلّقت فوق مروحيات تابعة للجيش السوري (رويترز)
مقاتلة روسية أقلعت من قاعدة حميميم وحلّقت فوق مروحيات تابعة للجيش السوري (رويترز)
verticalLine
fontSize

تشهد منطقة الساحل السوري تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، مع استمرار العمليات التي تشنها القوات الحكومية ضد فلول النظام السابق، وسط تقارير تتحدث عن تدخل روسي غير مباشر لتهدئة الأوضاع.

بحسب مصادر ميدانية، أقلعت مقاتلة روسية من قاعدة حميميم الجوية، وحلّقت فوق مروحيات تابعة للجيش السوري أثناء تنفيذها عمليات قصف في ريف مدينة جبلة، قبل أن تصدر تحذيرات لوقف القصف على بعض المناطق. وبعد ساعات قليلة، فتحت القاعدة الروسية أبوابها لمئات المدنيين الفارين من ضراوة الاشتباكات في ريفي اللاذقية وطرطوس، حيث طلبوا الحماية من القوات الروسية.

الساحل السوري وموسكو

من جهتها، علّقت وزارة الخارجية الروسية على الأحداث، حيث قالت المتحدثة باسمها، ماريا زاخاروفا، إنّ "على القادة السوريين بذل أقصى جهودهم لوضع حد لسفك الدماء في الساحل السوري في أسرع وقت ممكن"، مشيرةً إلى "جهود دبلوماسية مع شركاء دوليين لخفض التصعيد ومنع تفاقم الأوضاع".

في هذا السياق، قال ديمتري بريجي، الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي في حديثه مع رامي شوشاني عبر برنامج "المشهد الليلة" على قناة ومنصة "المشهد"، إنّ "المعلومات المتعلقة بتدخل الطيران الروسي في العمليات الجوية السورية تبقى غير مؤكدة، ولم يتناولها الإعلام الروسي الرسمي".

وأضاف: "لا أعتقد أنّ روسيا تريد التدخل بشكل مباشر في ما يحدث في الساحل السوري، خصوصًا مع وجود أطراف إقليمية أخرى كإيران التي تحاول استعادة نفوذها في سوريا بأيّ شكل، بعد خسارتها الكثير عقب سقوط النظام السابق".

هل تتغير أولويات موسكو؟

وحول التغيّر في الموقف الروسي، أوضح بريجي أنّ موسكو اليوم لديها أولويات مختلفة بعد سقوط نظام الأسد، حيث باتت علاقاتها أقوى مع الإدارة السورية الجديدة.

وقال: "روسيا كانت تدعم النظام السابق لأنه كان يحقق لها مصالح إستراتيجية، ولكن اليوم هي تسعى إلى تعزيز نفوذها من خلال تفاهمات مع الحكومة الجديدة، بما يشمل مستقبل الوجود الروسي في سوريا."

وبعدما لجأ مئات المدنيين، ومعظمهم من الطائفة العلوية، إلى القاعدة الروسية في الساحل السوري طلبًا للحماية، أثيرت تساؤلات حول موقف موسكو. وتعليقًا على ذلك.

وقال بريجي: "روسيا تستقبل بعض اللاجئين السوريين من الساحل السوري، وهناك حديث عن استعدادها لاستقبال 100 ألف لاجئ، لكنّ الإعلام الرسمي الروسي يتجنب الحديث عن ذلك بشكل واسع، خشية التسبب في توتر مع الحكومة السورية الجديدة".

التنسيق مع إسرائيل؟

في ما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، أشار بريجي إلى أنّ هناك "تنسيقًا أمنيًا غير معلن بين موسكو وتل أبيب"، لكنه استبعد وجود تنسيق سياسي أو عسكري واضح.

وقال: "منذ عام 2018، كان هناك تنسيق بين روسيا وإسرائيل بشأن الوجود الإيراني في سوريا، لكنّ الوضع تغير الآن، ومع ذلك، لا يزال هناك تبادل معلومات أمني بين الجانبين".

يبدو أنّ الساحل السوري أصبح ساحة جديدة لاختبار التوازنات الإقليمية والدولية، وسط محاولات من موسكو للحفاظ على نفوذها دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة، بينما تستمر العمليات العسكرية، ويتصاعد قلق المدنيين الباحثين عن ملاذ آمن.

(المشهد)

تعليقات
سجّل دخولك وشاركنا رأيك في الأخبار والمقالات عبر قسم التعليقات.