في الأسابيع الأخيرة، نفذت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 9 جولات من الغارات الجوية على مواقع عسكرية لـ"الحوثيين" في اليمن رداً على الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، لكن ليس من الواضح ما الذي تأمل أن تحققه هذه الضربات، خصوصا وأنها لم تردع ميليشيا "الحوثي" من القيام بمزيد من الهجمات، إذ لم تواصل هجماتها فحسب، بل قامت بتوسيع نطاقها لاستهداف السفن المملوكة للولايات المتحدة في خليج عدن. ومع إعلان الولايات المتحدة عن عملية بوسيدون آرتشر، التي تضفي الطابع الرسمي على حملتها لمواجهة الهجمات البحرية لـ"الحوثيين"، يتساءل الكثيرون من المنتصر في هذه المواجهة بين القوة العظمى البارزة في العالم والمجموعة المتمرسة في القتال.وبحسب صحيفة "ديلي بيست" الأميركية، في الأشهر التي تلت هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر، قدمت واشنطن دعماً غير مشروط للهجوم الإسرائيلي على غزة على الرغم من ارتفاع عدد القتلى المدنيين، وشمل هذا الدعم عنصراً بحرياً، حيث سارعت الولايات المتحدة إلى نشر أصول بحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر لردع إيران والجماعات المتحالفة معها. ومع ذلك، جاءت هجمات الميليشيات "الحوثية"، وابتداءً من منتصف نوفمبر 2023، بدأت قوات "الحوثيين" باستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.حرب أميركا مع "الحوثيين" مع تسبب هجمات "الحوثيين" في ارتفاع تكاليف الشحن بين آسيا وأوروبا، تريد الولايات المتحدة بشدة أن تنتهي هذه الهجمات على الفور، بغض النظر عن تصرفات إسرائيل في غزة. وبينما كانت راضية عن لعب دور دفاعي من خلال اعتراض هجمات "الحوثيين" في أواخر عام 2023، وسط ضغوط متزايدة للرد وهجوم واسع النطاق لـ"الحوثيين" موجه على ما يبدو ضد القوات الأميركية في 9 يناير، شنت الولايات المتحدة أولى ضرباتها الجوية على مواقع "الحوثيين" العسكرية في اليمن في 9 يناير 2024.وتقول الصحيفة "يبدو أن قادة "الحوثيين" لا يمانعون في الدخول في شجار مع الولايات المتحدة، التي تعتبر "الشر الأعظم" في نظرتهم للعالم. وعلى الرغم من أن "الحوثيين" ربما لا يبحثون عن حرب شاملة، إلا أنهم بلا شك أكثر استعدادًا لتصعيد الوضع من الولايات المتحدة، التي لا تريد الانجرار إلى صراع اليمن".وبحسب التقرير، فإن هذا التفاوت في الرغبة في التصعيد هو الذي جعل الكثيرين يستنتجون أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة ببساطة على إجبار "الحوثيين" على اتخاذ قرار بعدم شن هجمات خارج نطاق إنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة.وهذا يترك مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستكون قادرة على وقف هجمات "الحوثيين" كمسألة عسكرية. وبينما كثف "الحوثيون" هجماتهم في الأسبوع الذي أعقب الضربات الأميركية الأولية، كان هناك في الواقع هدوء ملحوظ في الأسبوع التالي، حيث ادعت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات استباقية عدة ضد قاذفات الصواريخ المضادة للسفن التي كانت تستعد للإطلاق. ضربات استباقية ويبدو أن هناك شعورا بأنه من خلال مزيج من الضربات الاستباقية على الأرض والتموقع بشكل دفاعي في البحر، قد تكون الولايات المتحدة قادرة على تقليل الهجمات الصاروخية "الحوثية" الناجحة، وحتى إن لم يتم القضاء عليها. ولسوء الحظ بالنسبة لشركات الشحن، فإن هذا قد لا يكون كافياً في الواقع. فعند النظر إلى هجوم "الحوثيين" النموذجي على الشحن البحري، ندرك أنه لا يوجد شيء في الهجوم نفسه يهدد الاقتصاد العالمي. إذ إن العديد من الهجمات كانت خاطئة، وحتى الضربات أدت إلى أضرار طفيفة ولم تقع إصابات. أما الذي يهدد الاقتصاد العالمي برأي الصحيفة، فهو الخوف بين أصحاب السفن وشركات التأمين الذين لا يرغبون في المخاطرة بحدوث شيء أسوأ، ونتيجة لذلك تحويل سفنهم أو رفع أسعارها. ولدى "الحوثيين" الكثير من الطرق لبث الخوف، حتى لو دمرت الولايات المتحدة كل منصة إطلاق صواريخ في اليمن. فبالإضافة إلى الهجمات بطائرات بدون طيار والصواريخ، استولى "الحوثيون" بالفعل على سفينة تجارية واحدة كجزء من حملتهم، وحاولوا الاستيلاء على سفن أخرى. وتمتلك المجموعة أيضًا مجموعة كاملة من زوارق العبوات الناسفة التي يتم التحكم فيها عن بعد والألغام البحرية المنتجة بسعر رخيص والتي لم تعتمد عليها بعد. (ترجمات)