45 يوما من القصف المستمر والهجمات المتتابعة كانت كفيلة بـ"محو" نصف مدينة ظلت حتى أوائل أكتوبر مأهولة وصالحة للعيش.فقد تمكن الجيش الإسرائيلي بحوالي 45 يوما من تحويل نصف مباني شمال قطاع غزة إلى دمار كامل وإلحاق أضرار بالغة وجسيمة بأكثر من نصف مساحات كبيرة في أحياء بأكملها، وفقا لتقرير تحليلي لصحيفة "فايننشال تايمز".ووفقًا لتحليل بيانات الأقمار الصناعية، ولمقاطع فيديو وصور تتدفّق من القطاع على مواقع التواصل الاجتماعي منها ما يُنشر من قبل مراسلين ميدانيين ومنها من الجيش الإسرائيلي نفسه، يبدو المشهد في قطاع غزة مروعا مع حطام يملأ الشوارع والأسواق والمدارس والمساجد والمستشفيات.وبحسب إشارات رادار القمر الصناعي Sentinel-1 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، فإن عدد المباني التي تعرض لأضرار لا يقل عن 50% في بنيتها منذ بدء الحرب.وتظهر البيانات أن الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بالبنية التحتية في غزة لم تكن بعيدة عما ذكرته في خطتها لمسار غزوها البري، حيث قالت إن أهدافها التي حددتها علنًا "ضرورية عسكريا".تحوّل التركيز إلى شرق غزةوتحوّل إسرائيل الآن تركيزها شرقا في مدينة غزة ثم إلى جنوب غزة. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أبلغ الفلسطينيون عن وقوع قصف عنيف في الزيتون ومخيم جباليا للاجئين، وقالت الأمم المتحدة إن انفجارات عدة وقعت في المدارس التي يحتمي بها المدنيون.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي بأن الحرب ستمتد إلى بقية أنحاء غزة قريبا. وقال لراديو كان: "الأشخاص الذين كانوا في الجانب الغربي من المدينة واجهوا بالفعل القوة المميتة للجيش الإسرائيلي".وأضاف "أما الناس الذين هم على الجانب الشرقي سيدركون ذلك هذا المساء. والناس الذين يعيشون في جنوب قطاع غزة سوف يفهمون ذلك قريبًا أيضًا".واجتاحت القوات الإسرائيلية قطاع غزة من الشمال، وسبق ذلك وابل متواصل من القصف الجوي. وفي مقاطع فيديو انتشرت على الإنترنت، ظهرت كرات نارية كبيرة في السماء مع تحرك الدبابات والعربات المدرعة.ويعيش الآن جميع سكان غزة المدنيين البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً في جنوب غزة الأقل ضررا من الشمال، وذلك بعد أوامر الإخلاء، وهي هجرة قسرية يشبهها الفلسطينيون بنكبة 48. وقد تم تشييد مدن فيها خيم كبيرة لإيوائهم، ويتقاسم العشرات من الأشخاص الخيمة الواحدة.(ترجمات)