يدعو العاملون في الأمم المتحدة إسرائيل، إلى إرساء القانون والنظام على جانبَي الحدود في جنوب غزة، في الوقت الذي أعاق فيه المتظاهرون واللصوص إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية.وفي الوقت نفسه، اتهم المسؤولون الإسرائيليون الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، بالفشل في الارتقاء إلى مستوى مسؤولياتها في ضمان وصول المساعدات الحيوية إلى المحتاجين.ومع تزايد المخاوف الدولية بشأن مستوى الإغاثة وسط الأزمة المحيطة بالنزاع، قال جوناثان فاولر، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين في الشرق الأدنى (الأونروا)، لمجلة "نيوزويك"، إنّ الأوضاع في معبر كرم أبو سالم، بين إسرائيل وغزة ومعبر رفح بين مصر وغزة "لا يمكن التنبؤ بها".وعلى الجانب الإسرائيليّ من الحدود بين إسرائيل وغزة، قال فاولر: "وقف المتظاهرون الإسرائيليون في طريقهم لمنع مرور الشاحنات"، ما أدى إلى إغلاق الحدود من 8 إلى 10 فبراير، وأيضًا من 15 إلى 17 فبراير. وبحسب فاولر، فإنّ المعبر "أُغلق بشكل متقطع، وكانت تدفقات الإمدادات منخفضة في الأيام التي كان مفتوحًا فيها هذا الشهر".وأضاف أنّ "انهيار القانون والنظام، يرجع أيضًا إلى الأزمة الإنسانية، في معظم الحالات، عندما يتم أخذ الطعام مباشرة من القوافل، يكون ذلك بسبب اليأس المطلق، حتى أنّ الناس يأكلونه على الفور".وأضاف: "بعد 4 أشهر من الحرب والحصار، يعتمد الناس في جميع أنحاء قطاع غزة، وأغلبهم من النساء والأطفال، على المساعدات من أجل بقائهم على قيد الحياة في مواجهة المجاعة التي تلوح في الأفق".ومستشهدًا بالأمر الأخير الذي أصدرته المحكمة العليا للأمم المتحدة الشهر الماضي، محكمة العدل الدولية، أكد فاولر أنّ "القوات الإسرائيلية تتحمل مسؤولية تمكين العمليّات الإنسانية في جميع أنحاء غزة، من خلال ضمان السلامة، وتسهيل الوصول إلى جميع المناطق المحتاجة، بما في ذلك الشمال".إسرائيل تتهم الأمم المتحدةجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من ادّعاء رئيس إدارة التنسيق والارتباط التابعة للجيش الإسرائيليّ في غزة، العقيد موشيه تيترو، بأنّ الأمم المتحدة تغيّبت عن دورها في تقديم المساعدة.وفي حديثه للصحفيّين خلال مقابلة صحفية يوم الثلاثاء، أكد تيترو أنّ ما يصل إلى 450 شاحنة محمّلة بالبضائع، تراكمت على الجانب الفلسطينيّ من معبر كرم أبو سالم، وكانت "تنتظر منظمات المجتمع الدوليّ لنقل البضائع وتوزيعها داخل غزة". وقال تيترو، "نحن مستعدون وراغبون في تسهيل دخول العشرات، إن لم يكن المئات، من الشاحنات كل يوم، لكنّ الجانب الفلسطينيّ من المعبر مزدحم بشكل كامل. وللأسف، اليوم والأمس، لم تحضر الأمم المتحدة للعمل".من جانبه، أكد فاولر أنّ "الأونروا تواصل وجودها على المعابر كل يوم"، وأنّ موظفيها "ينخرطون مع جميع الجهات الفاعلة لإيجاد حلول لتحسين وزيادة تدفق الإمدادات الإنسانية إلى غزة وتوسيع نطاقه". للاستجابة بشكل حقيقيّ للاحتياجات الملحة.صعّد الجيش الإسرائيليّ عملياته في جنوب غزة. ويُعتقد أنّ نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، فروا إلى الجنوب منذ أن دعت إسرائيل إلى إخلاء الشمال، في الفترة التي سبقت توسيع العمليات البرية للجيش الإسرائيليّ هناك، في المراحل الأولى من الصراع.الشمال بدون مساعدات منذ شهركما أعاقت المخاوف الأمنية إيصال المساعدات إلى شمال غزة.وقال فاولر لمجلة نيوزويك : "إنّ إيصال الإمدادات إلى الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء قطاع غزة، أمر صعب للغاية. في الفترة ما بين 1 يناير و12 فبراير، من بين 77 مهمة مخطّط لها لتوصيل المساعدات إلى شمال غزة، أو تقييم الوضع هناك، تم رفض نصفها، وتم تسهيل 12 مهمة فقط من قبل السلطات الإسرائيلية".وأضاف أنّ "الأونروا لم تتمكن من إيصال الغذاء إلى الشمال منذ 23 يناير".ويوم الثلاثاء، أعلن برنامج الأغذية العالميّ التابع للأمم المتحدة، أنه "أوقف تسليم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة إلى شمال غزة مؤقتًا، حتى تتوافر الظروف التي تسمح بتوزيع آمن".وأشار برنامج الأغذية العالميّ في بيانه أيضًا إلى مشاهد النّهب، فضلًا عن "الفوضى الكاملة والعنف، بسبب انهيار النظام المدني" خلال إيصال القوافل للمساعدات، بعد تعليق العمليات لمدة 3 أسابيع.ووصفت "حماس"، في بيان أصدرته الأربعاء، التوقف الجديد لبرنامج الغذاء العالمي، بأنه "تطوّر خطير من شأنه أن يضاعف المعاناة الإنسانية لشعبنا الفلسطيني".ودعت الجماعة وكالات الأمم المتحدة كافة، بما في ذلك برنامج الأغذية العالميّ والأونروا، إلى الضغط على إسرائيل، من خلال الإعلان عن العودة إلى العمل في شمال قطاع غزة.كما ناشدت "حماس" الدول العربية والإسلامية، "اتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة لكسر الحصار، وتخليص شعبنا الفلسطينيّ من خطر المجاعة والإبادة"، فضلًا عن اتخاذ موقف أقوى ضد إسرائيل، وممارسة المزيد من الضغوط على المجتمع الدولي.(ترجمات)