على الرغم من موجة الدبلوماسية رفيعة المستوى الأخيرة بين واشنطن وبكين، فإنّ علامات التحذير لاتزال موجودة، وفق تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية.وفي عهد الرئيس الصينيّ شي جين بينغ، تقوم بكين بحشد السفن والطائرات والصواريخ كجزء من أكبر حشد عسكريّ لأيّ دولة منذ عقود، وعلى الرغم من بعض الجهود الأخيرة لجذب الاستثمار الأجنبيّ المتقلب، تقوم الصين بتخزين الوقود والغذاء، وتحاول الحدّ من تعرض اقتصادها للعقوبات - وهي خطوات يمكن اتخاذها مع اقتراب الصراع حول تايوان. وقال شي إنّ الصين يجب أن تستعد "لأسوأ السيناريوهات وأكثرها تطرفًا" وأن تكون مستعدة لتحمل "الرياح العاتية، والمياه المتلاطمة، وحتى العواصف الخطيرة". ويأتي كل هذا في الوقت الذي أصبحت فيه بكين قسرية بشكل متزايد في التعامل مع جيرانها، بما في ذلك الفيلبين واليابان والهند، وبينما تعلن بشكل دوريّ عن قدرتها على ضرب تايوان وحصارها وربما غزوها. ويعتقد مسؤولون أميركيون أنّ خطر الحرب آخذ في الارتفاع، حيث قال مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، إن شي يسعى إلى امتلاك القدرة على الاستيلاء على تايوان بحلول عام 2027. وبينما يعاني الاقتصاد الصيني، يبحث بعض المراقبين - بما في ذلك محللو الاستخبارات الأميركية - عن علامات تشير إلى أنّ الصين التي بلغت ذروتها، قد تتحول إلى عدوانية من أجل صرف الانتباه عن الصين. ويعتقد محللون آخرون أنّ خطر العدوان الصينيّ مبالغ فيه، فيما يقول باحثون إنّ الخطر المحتمل يمكن إدارته بشرط ألا تستفز واشنطن بكين - وهو صدى لحجة طويلة الأمد مفادها أنّ الصين لن تقلب الوضع الراهن الذي خدمها جيدًا. ولا يزال آخرون يرفضون احتمال قيام الصين خوض الحرب ردًا على تباطؤ الاقتصاد وغير ذلك من المشاكل الداخلية، زاعمين أنّ البلاد ليس لديها تاريخ من الحروب التضليلية. إنّ ما يربط بين هذه الحجج، هو الإيمان بالاستمرارية الأساسية للسلوك الصيني: فكرة مفادها أنّ الدولة التي لم تشنّ حربًا كارثية منذ أكثر من 4 عقود، من غير المرجح أن تفعل ذلك الآن. 4 عوامل أصبحت النزاعات الإقليمية وغيرها من القضايا التي تتنازع عليها الصين أقل عرضة للتسوية أو الحل السلمي مما كانت عليه في السابق، الأمر الذي يجعل السياسة الخارجية لعبة محصّلتها صِفر. ويتركّز العامل الثاني حول أنّ التوازن العسكريّ في آسيا يتغير بطرق قد تجعل بكين متفائلة بشكل خطير بشأن نتيجة الحرب. والعامل الثالث، يكمن في أنه بعد تحسن التوقعات العسكرية للصين في الأمد القريب، أصبحت آفاقها الاستراتيجية والاقتصادية في الأمد البعيد أكثر قتامة ــ وهو المزيج الذي كثيرًا ما جعل القوى الرجعية أكثر عنفًا في الماضي. رابعًا، نجح شي في تحويل الصين إلى دكتاتورية شخصية من ذلك النوع المًعرض بشكل خاص للحسابات الخاطئة الكارثية والحروب المكلفة.حرب مع واشنطنإذا استخدمت الصين القوة العسكرية ضد تايوان أو ضد هدف آخر في غرب المحيط الهادئ، فقد تكون النتيجة حربًا مع الولايات المتحدة، ومعركة بين عملاقين مسلّحين نوويًا، يتشاجران من أجل الهيمنة في تلك المنطقة والعالم الأوسع. ولم تخض بكين حربًا كبرى منذ 44 عامًا، ولم يقتل جيشها أعدادًا كبيرة من الأجانب منذ عام 1988، عندما قتلت فرقاطات صينية 64 بحّارًا فيتناميًا في مناوشة على جزر سبراتلي. كانت تايوان قاعدة لحكومة صينية منافسة، مدعومة من الولايات المتحدة مع خُطط علنية لاستعادة البر الرئيسي. وفي الانفتاح على الصين خلال 1970، فقدت الحكومة المنافسة في تايوان معظم اعترافها الدبلوماسيّ وتحالفها العسكري مع الولايات المتحدة. ولمحاصرة الاتحاد السوفياتي، شكّلت الولايات المتحدة شبه تحالف مع الصين ونقلت التكنولوجيا المتقدمة إلى الشركات الصينية. وبعد التقارب مع الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى، اكتسبت الصين سهولة الوصول إلى الاقتصاد العالميّ ومقعد دائم في الولايات المتحدة. ويشير التقرير إلى أنه من المتوقع أن تسحق الولايات المتحدة العدوان الصينيّ في آسيا، خصوصًا أنّ الممرات البحرية الآسيوية تنتشر مع المواقع العسكرية الصينية وتعجّ بخفر السواحل الصينية وسفن الصيد التي تُبحر في المناطق التي تطالب بها بكين. وأعلن الرئيس الأميركيّ جو بايدن 4 مرات على الأقل، أنّ الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان من هجوم صيني. في بحر الصين الجنوبي، توسّع الوجود العسكريّ للصين بشكل كبير، لكنّ موقفها الدبلوماسيّ يتآكل. في عام 2016، قضت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، بأنّ مطالبات الصين الموسعة ببحر الصين الجنوبيّ لاغية وباطلة. (ترجمات)