تتكثف المساعي الدولية لإيجاد آليات ومسارات جديدة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، الذي يتضور سكانه جوعاً وعطشاً، جراء الحصار والدمار الذي خلفته الحرب بين إسرائيل و"حماس"، في حين ندد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستخدام الجوع كـ"سلاح حرب". و سمع سكان القطاع في وقت مبكر من صباح اليوم، دوي قصف وغارات، وقال المكتب الإعلامي لحركة "حماس" إن الجيش الإسرائيلي شن أكثر من 50 غارة جوية، تركزت على دير البلح في الوسط، وخان يونس وبلدتي بني سهيلة والقرارة ورفح في الجنوب، وحي الزيتون في مدينة غزة، كما طال قصف مدفعي مكثف شرق رفح وخان يونس في الجنوب والبريج والشجاعية وجباليا في الشمال.وقال الدفاع المدني الفلسطيني، إن الجيش الإسرائيلي نسف أكثر من 17 عمارة وبرجاً سكنياً، واعتقل العشرات بينهم فتيات وأطفال في مدينة حمد شمال غرب خان يونس.وأحصت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 88 شخصاً على الأقل خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما مازال العشرات تحت الأنقاض. مؤكدة أن الغارات أوقعت قتلى في مدينة غزة وقت السحور. وقالت الوزارة في بيان لها: "ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 31272 شهيداً و73024 إصابة"، وقدرت الوزارة أن 72% من الضحايا هم من الأطفال والنساء".وفي المقابل، أفاد الجيش الإسرائيلي أن قواته تكثف عملياتها في جنوب القطاع، بما في ذلك مدينة خان يونس، وأعلن عن مواجهات داخل مجمع في منطقة حمد قتل خلالها أعضاء خلية مسلحة. "حرب على الأطفال" وندّد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا فيليب لازاريني ، يوم أمس الثلاثاء، بما وصفها حرب على الأطفال، وكتب فيليب لازاريني على منصة إكس: "أمر صادم، عدد الأطفال الذين أحصي قتلهم في 4 أشهر فقط في غزة يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا مدى 4 أعوام في جميع النزاعات في أنحاء العالم". واعتمد لازاريني في منشوره، على أرقام الأمم المتحدة كمرجعاً، التي تظهر أن 12 ألفاً و193 طفلاً قتلوا في نزاعات حول العالم بين العامين 2019 و2022. وأمام مجلس الأمن الدولي، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التجويع يُستخدم سلاح حرب في غزة. وهذه الأزمة الإنسانية ليست كارثة طبيعية، ليست فيضاناً أو زلزالاً بل من صنع الإنسان، إذا كنا نبحث عن طرق بديلة للمساعدات، فذلك لأن المعابر البرية مغلقة بشكل مصطنع". مع تقليص كبير في عدد الشاحنات الداخلة الى غزة، تجري مساع لإنزال المساعدات جوًا أو إيصالها عبر ممر بحري مع قبرص، حيث انطلقت السفينة أوبن آرمز وهي تحمل 200 طن من الأغذية في رحلة طولها 400 كيلومتر تقريبًا. وقالت منظمة وورلد سنترال كيتشن الخيرية الأميركية إن العمل جارٍ لبناء رصيف لتفريغ الحمولة، فيما قالت قبرص إنه يجري تجهيز سفينة ثانية. وأفاد شهود عيان أن جرافات وآليات هندسية من شركات خاصة فلسطينية وبالتنسيق مع منظمات دولية، تنقل كتلًا إسمنتية من ميناء الصيادين بخان يونس إلى شاطئ البيدر بمنطقة الشيخ عجلين في غزة، تمهيداً لإنشاء جسر للمساعدات. وأدت الحرب إلى تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية والقدس، حيث قُتل فتى عمره 12 عاما برصاص شرطة الحدود خلال صدامات في مخيم شعفاط مساء الثلاثاء. وقُتل فلسطينيان آخران يبلغان من العمر 16 و23 عامًا بالرصاص في قرية الجيب بالقرب من القدس خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية. وفي إطار التوتر عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان، قتل شخصان على الأقل، نعت أحدهما حركة "حماس"، وأصيب آخران بجروح اليوم الأربعاء، جراء غارة اسرائيلية، استهدفت سيارة في منطقة صور في جنوب لبنان. (أ ف ب)