يختار الناخبون البريطانيون حكومة جديدة الخميس، بعد فتح صناديق الاقتراع في الساعة 7 صباحًا للانتخابات البرلمانية، التي يتوقع على نطاق واسع أن تحمل حزب العمال المعارض إلى السلطة.ووصفت الانتخابات التشريعية بـ"التاريخية"، فيما بذل القادة السياسيون في بريطانيا جهودًا محمومة لحشد الأصوات في اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات. هزيمة قياسية وفي خطابه الختامي، شدد رئيس الوزراء ريشي سوناك على أنّ المنافسة لم تنتهِ بعد، رغم اعترافه بأنّ المرشح الأضعف.جاءت تصريحاته بعد سلسلة من استطلاعات الرأي التي أظهرت أنّ حزب المحافظين في طريقه لتلقّي هزيمة قياسية أمام حزب العمال.وعشية الانتخابات، شهد المحافظون ضربة قوية أخرى مع إعلان صحيفة "ذا صن" المعروفة بتأييدها للفائزين، دعمها لكير ستارمر.وكتبت الصحيفة: "حان وقت التغيير، حان وقت حزب العمال". هذا الدعم يعكس تغييرًا كبيرًا في موقف الصحيفة التي كانت تدعم المحافظين في الماضي.وبعد 6 أسابيع من الحملات، و14 عامًا من حكم المحافظين الذي شهد تعاقب 5 رؤساء وزراء، من المتوقع أن تصوّت البلاد لصالح حزب العمال، وتنقل كير ستارمر إلى داونينغ ستريت.وبالرغم من جهود رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون للمساعدة، تبدو الأمور محسومة لصالح العماليّين.وقال كير ستارمر، الذي جال في البلاد لتحذير من الإفراط في الثقة، للصحفيّين: ما قلته للفريق هو أنه لا ينبغي لأحد أن يشعر بالرضا عن النفس. حزب العمال يقوم بالكثير من الاستعدادات للحكم، ولن ينتظر فترة سماح، بل سيبدأ العمل فورًا.وعمد كبار شخصيات المحافظين، بمن فيهم سوناك، إلى دعوة الناخبين لعدم إعطاء "غالبية كبرى" للعماليّين في مجلس العموم.وقال وزير العمل ميل سترايد، إنهم على الأرجح عشية أكبر فوز عماليّ شهدته البلاد على الإطلاق.التغيير المنتظر وكتبت وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان في صحيفة تلغراف: "لقد انتهى الأمر، وعلينا أن نستعد لواقع المعارضة والإحباط الذي تخلّفه".ويتطلع البريطانيون إلى التغيير بعد سنوات صعبة عاشوا خلالها تجربة خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، وأزمة اقتصادية واجتماعية، وانتشار كوفيد-19، وفضائح سياسية.ويعتبر المحامي السابق المدافع عن حقوق الإنسان، والذي شغل منصب المدعي العام قبل أن ينتخب نائبًا كير ستارمر، التغيير المنتظر.وبالرغم من عدم تمتّعه بشخصية كاريزمية، فإنّ وعوده الواقعية وكلماته المنقولة من خلفية متواضعة، جعلت منه رمزًا للنزاهة والأمانة في السياسة.وبذل ريشي سوناك، الذي تولى رئاسة الوزراء خلفًا لليز تراس التي استقالت بعد 44 يومًا، كل جهوده لتجنب الكارثة المحدقة بحزبه.وأعلن عن خفض الضرائب، ووعد بأيام أفضل، محذرًا من زيادة هائلة للضرائب في ظل حكومة حزب العمال. لكنّ كل تلك الجهود لم تعطِ النتائج المرجوّة، ويواجه المحافظون أسوأ هزيمة في تاريخهم.(أ ف ب)