العمليات الأمنية والعسكرية الأخيرة التي نفذتها إسرائيل في لبنان، خلطت أوراق الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل، وحولت "الجبهة" مع غزة إلى حرب استنزاف في لبنان بدءا من جنوبه إلى بقاعه، الأمر الذي استدعى بأهالي المناطق المستهدفة إلى الهروب نحو المناطق الآمنة. وتتحدث المعلومات الرسمية حتى هذه اللحظة عن مقتل زهاء 300 شخص وإصابة نحو 800 آخرين، مع توقع ارتفاع الأرقام خصوصا مع وجود بعض المصابين تحت الأنقاض من دون معرفة مصيرهم. استقبال النازحينفي هذا الإطار تحدث رئيس اتحاد بلديات كسروان الواقعة في شمال بيروت جوان حبيش لمنصة "المشهد" عن حركة النزوح، مؤكداً أن الحركة الحالية نحو المنطقة لا تزال فردية، حيث يصل الأفراد بشكل متفرق، ويتم تأمين إقامتهم إما عند أصدقائهم أو من خلال طلب المساعدة من الأشخاص الذين يوفرون لهم أماكن للسكن.وأشار حبيش إلى أن البلديات تعمل جاهدة بالتعاون مع المجتمع المحلي لتوفير السكن للوافدين، سواء من خلال استئجار منازل أو توفير أماكن إقامة مؤقتة، لافتاً إلى أن بعض الأديرة في المنطقة فتحت أبوابها لاستقبال العائلات المتضررة مجاناً، في خطوة تعكس روح التضامن المجتمعي.فيما يخص التحضيرات لأي طارئ، كشف حبيش:اتحاد بلديات كسروان قام بتجهيز خلية أزمة منذ الأسبوع الماضي بالتعاون مع الدفاع المدني وقوى الأمن. الخلية جاهزة لتطبيق خطط الطوارئ في حال تصاعدت الأوضاع، لضمان معالجة أي مشكلات قد تواجه النازحين أو المنطقة، ولحماية الأفراد والمنشآت.الخلية مستعدة لتنفيذ أي خطط ضرورية للحفاظ على استقرار المنطقة في ظل التحديات القائمة.التخوف من ضرب بيروتفي الشق الصحي الذي يواجه صعوبات كبيرة في الجنوب والبقاع مع ارتفاع عدد المصابين بالضربات الإسرائيلية، قال نقيب الأطباء يوسف بخاش عبر منصة "المشهد" إنه "منذ 11 شهراً، قمنا بدراسة جميع السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك احتمالية قطع الطرقات، وما نشهده اليوم يجعل من الصعب نقل الجرحى من المناطق الحدودية إلى مستشفيات الصف الثاني أو مناطق الإجلاء". وأوضح أن وزارة الصحة وخلية الأزمة اتخذتا قراراً بتخزين المستلزمات الطبية في المناطق الجنوبية والبقاع، لتكون المستشفيات المحلية مجهزة للتعامل مع المصابين.وأضاف بخاش: "تم تفريغ المستشفيات من المرضى الذين أكملوا علاجهم لإفساح المجال لاستقبال الجرحى الجدد. حتى الآن، المعلومات الأولية تشير إلى سقوط أكثر من 200 ضحية، لكن هناك العديد من الأشخاص لا يزالون تحت الأنقاض".وأكد أن المستشفيات في بيروت جاهزة لاستقبال المصابين، لكن هذا يعتمد على إمكانية نقلهم من البقاع أو الجنوب في ظل الاعتداءات المستمرة.وأشار إلى أن التحدي الأكبر يكمن في تطور حجم الاعتداءات وما إذا كانت ستطال بيروت أيضاً. ومع أن المستشفيات وغرف الطوارئ جاهزة للتعامل مع أي تصعيد، يبقى النقل مرهوناً بالتعاون مع الصليب الأحمر والدفاع المدني والكشاف الإسلامي، وسط الصعوبات التي تفرضها الاعتداءات على الطرقات والجسور، مما يعقّد حركة الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف.الأدوية تكفي لـ6 أشهروفي الشق الدوائي الذي قال وزير الصحة إنه قادر على الصمود 4 أشهر مع مخزونه الحالي، أعلن نقيب الصيادلة جو سلوم من جهته لمنصة "المشهد" بأن الصيادلة يقومون بدور إنساني كبير في تقديم الإرشادات الطبية وتوفير الأدوية رغم التحديات. وأكد سلوم أن الصيدليات قد أمنت مخزوناً من الأدوية يكفي لمدة تتراوح بين 5 إلى 6 أشهر، إلا أن المشكلة الأساسية تكمن في إيصال هذا المخزون إلى الصيدليات والمستشفيات، خصوصا في ظل احتمالات قطع الطرقات وتفاقم الأوضاع الأمنية. وأوضح سلوم أن النقابة بصدد وضع خطة لضمان توزيع الأدوية في مختلف المناطق، حتى في حال تعذر الوصول إليها بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة.وأضاف أن النقابة تسعى لتجنب وقوع أزمة دواء مشابهة لما حدث سابقاً في بعض المناطق الحدودية الجنوبية، حيث اضطر بعض الصيادلة إلى تأمين الأدوية بأنفسهم في ظل انقطاع الطرقات. وأشار إلى أن الأولوية هي ضمان استمرار وصول الأدوية، خصوصا تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة والمستعصية. (المشهد - لبنان)