رفض الشركاء المتشددون في الحكومة الإسرائيلية الائتلافية الخميس، اقتراحًا من الولايات المتحدة وفرنسا لوقف إطلاق النار في لبنان لمدة 21 يومًا، لإتاحة فرصة للتوصل إلى حل دبلوماسي.وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي غادر إسرائيل الخميس لإلقاء كلمة أمام الأمم المتحدة، إنه لم يقدم ردّه بعد على الاقتراح الأميركيّ- الفرنسي لوقف إطلاق النار.وكرر قبل السفر تعهداته بضمان عودة عشرات الآلاف من الإسرائيليّين الذين تم إجلاؤهم من مناطق على الحدود الشمالية إلى ديارهم.وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، زعيم أحد الفصيلين المنتميين للتيار القوميّ الدينيّ في الحكومة الائتلافية، إنه يجب "سحق جماعة حزب الله اللبنانية، وإنّ عودة النازحين لن تكون ممكنة إلا باستسلامه"، مضيفًا "لا يجب منح العدو وقتًا للتعافي من الضربات الثقيلة التي تلقاها، ولإعادة تنظيم صفوفه لمواصلة الحرب بعد 21 يومًا".وكان من المقرر أن يعقد الفصيل اليمينيّ المتطرف بزعامة وزير الأمن الوطنيّ إيتمار بن غفير، اجتماعًا طارئًا الأربعاء، لكنّ أعضاءه كانوا قد أبدوا بالفعل اعتراضًا على الاقتراح.ورفض وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس اليوم الخميس، مقترحات وقف إطلاق النار في لبنان، وقال في بيان نشره على منصة إكس، "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم".هدنة مقترحةودعت الولايات المتحدة وفرنسا، بدعم من حلفاء آخرين، الأربعاء إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا عبر "الخط الأزرق"، الذي يمثل الخط الفاصل بين إسرائيل ولبنان، للسماح للطرفين بالتفاوض للتوصل إلى حل دبلوماسيّ محتمل للصراع.وشنت إسرائيل أعنف الغارات الجوية على لبنان منذ حرب عام 2006 خلال الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص، ليقترب إطلاق النار المستمر منذ أشهر عبر الحدود مع جماعة "حزب الله" من التحول إلى حرب شاملة.وأطلقت الجماعة اللبنانية مئات الصواريخ على أهداف في مناطق إسرائيلية، تضمنت لأول مرة تل أبيب، غير أنّ نظام الدفاع الجوّي الإسرائيليّ جعل الأضرار محدودة.وأدلى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيليّ الجنرال هرتسي هاليفي أمس الأربعاء، بما يعدّ أوضح تصريح علنيّ بشأن احتمال أن يكون هناك هجوم بري على لبنان عندما طالب قوات موجودة قرب الحدود بالاستعداد للعبور.ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه التصريحات تمهيدًا لعملية برية أم تكتيكًا تفاوضيًا بهدف الضغط على حزب الله للتهدئة، كما عززت إسرائيل قواتها على الحدود الشمالية، واستدعت لواءي احتياط إضافيين إلى القطاع الشماليّ أمس الأربعاء.ويتبادل "حزب الله" وإسرائيل إطلاق النار منذ ما يقرب من عام عندما شن "حزب الله" أول هجوم في اليوم التالي لهجوم حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. (وكالات)