تعين على المواطن السوري "أبو محمد" أن يتأقلم مع أوضاع كثيرة عندما اندلعت الحرب في وطنه سوريا.واضطر الرجل، الذي يعمل في الأصل نجارا في بلدة كفر بطنا في الغوطة الشرقية، إلى الفرار بشكل مؤقت إلى دمشق في عام 2014 عندما فُتح طريق إنساني لإنقاذ المدنيين من الصراع الدائر بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة.وبعد ذلك بـ4 سنوات عندما تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة ومقاتلي المعارضة أدى إلى نقل المقاتلين إلى شمال البلاد، كانت ورشته دُمرت بالكامل مما اضطره للجوء إلى بيع الحلويات على دراجة هوائية لكسب قوته.وفي أثناء قيادته الدراجة من بلدة إلى أخرى، وقع أبو محمد ضحية لغم انفجر بجانبه.وقال أبو محمد "كنت أبيع حلويات على بسكليت وعم دور بالحارات من زملكا لعين ترما لحزة، من هون لهون، وإذ قدام المقسم تبع زملكا ما عرفت شو صار، التفتت وقتها، شي توفى، شي راح يديه، شي رجليه، وأنا دغري راحت رجلي (خسرت رجلي) اليسار".وبعد أن فقد ساقه، اضطر أبو محمد إلى إعادة ترتيب حياته من جديد.فقام بتعديل شاحنة صغيرة لتتناسب مع إعاقته وأضاف ناقل حركة يدويا وهو يعمل سائق توصيل الآن.أبو محمد أحد مصابي انفجارات الألغام في سوريا (رويترز)وذكر "المصروف ما بيرحم فمتل مانك شايف عم أشتغل عهاي الوسيلة نطالع لقمة عيشنا، ساوينا هالحركة تبع السيارة، ويوم نشتغل و10 أيام ما بنشتغل".وأبو محمد واحد من ضحايا كثيرين للذخائر المتفجرة في البلد الذي مزقته الحرب.5 حوادث يومياوقالت أم عمر (75 عاما) زوجة أحد ضحايا الألغام "الصبي عمره 12 سنة (حفيدها) واقف هنا وأبو محروس (صهرها) هنا وأنا هناك، وصهري الثاني كان يشاهد جدران المطبخ التي كانت ساقطة على الأرض وساروا باتجاهي ولم أشاهد إلا شيء وضرب بوجهي، التفت ووجدت الدخان ولم أجد الولد ولم أر إلا دم على وجهي بعد ما راحت الدخنة، وجدت صهري أبو محروس ممدد والصبي هنا والدم ينفر منه".5 حوادث نتيجة نتيجة انفجار ألغام (رويترز)ووفقا لبيان صادر عن فريق الأمم المتحدة في سوريا، يُقدر أن واحدا من كل سوريين اثنين يعيش في مناطق ملوثة.وأفاد البيان أيضا أن 12350 حادثة انفجار ذخائر وقعت في سوريا ما بين عامي 2019 و2022 بمعدل 5 حوادث يوميا في المتوسط نتيجة انفجار ألغام أرضية أو ذخائر غير منفجرة.وقال العميد علي قاسم قائد مجموعة التأمين الهندسي في الغوطة الشرقية "بناء على إخبارية من الأهالي على وجود أكثر من عبوة في المنطقة، أتينا مع مجموعة من النقابين وتم الكشف عن العبوات وتم نزعها ويتم نقلها بعد تأمينها إلى منطقة تجميع العبوات، ومن ثم يتم إتلافها بموجب محاضر إتلاف نظامية".وأضاف "خلال عام 2022 بالغوطة الشرقية، تم العثور على بحدود 300 لغم م د (مضاد دبابة) و1500 عبوة ناسفة، بحدود 1400 صاروخ وقذيفة مُجدبة (لم تنفجر)".وعلى الرغم من عودة الاستقرار نسبيا إلى العديد من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة داخل البلاد، لا تزال الذخائر المتفجرة تشكل تهديدا للعديد من المواطنين.وزُرعت الألغام في مناطق سكنية وحقول ومؤسسات حكومية على مدى سنوات خلال الصراع. (رويترز)