كشفت وزارة الصحة في إسرائيل أمس السبت عن تقرير صادم يسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الأسرى المحررون من قبضة "حماس" في قطاع غزة، بما في ذلك الأطفال.وأظهر التقرير، الذي سيتم تقديمه للأمم المتحدة، تفاصيل مروعة عن التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرض له الأسرى خلال فترة احتجازهم. وأفاد مراهقان كانا محتجزين معًا بأنهما تعرضا للضرب المستمر، وتم تقييد أيديهما وأرجلهما طوال فترة الأسر. وأظهرت الفحوص الطبية علامات واضحة على القيود والجروح، بالإضافة إلى آثار على الجلد تشير إلى تعرضهما لإصابات جراء الضرب. وأورد التقرير أيضًا شهادات عن أطفال صغار ظهرت على أجسادهم آثار حروق في الأطراف السفلية، فيمازعم التقرير أن طفلا تعرّض لكي جلده باستخدام أداة معدنية ساخنة، مما تسبب له بصدمة نفسية شديدة، وهو ما أكده بالغون كانوا محتجزين معه. وأشار التقرير إلى أن ظروف الأسر تم تصميمها عمدًا لخلق بيئة تعذيب تهدف إلى الإضرار النفسي بالمختطفين وكسر معنوياتهم وتسهيل السيطرة عليهم.وتوصلت إسرائيل و"حماس" الى هدنة وحيدة في حرب غزة، وذلك لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر 2023، أتاحت الإفراج عن أكثر من 100 أسيرا ومئات المعتقلين الفلسطينيين من سجون إسرائيلية. حجب العلاج وسوء التغذيةتعرض العديد من الأسرى للتعذيب بحجب الرعاية الطبية، ويعتقد أن أسيرا واحدا على الأقل توفي بسبب مضاعفات طبية لم يتم علاجها، وفق ما نقله موقع "واينت" الإسرائيلي عن التقرير. وأصيب الأسرى المحررون الأكبر سنا بالتخثر الوريدي العميق (DVT) بسبب قلة الحركة، والتي يمكن أن يكون قاتلا إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح. وبالإضافة إلى الجوع، أفاد الأسرى أن الطعام والماء الذي يمكن الوصول إليه كان رديئا، مما أدى إلى حالات عدة من سوء التغذية والمرض، بما في ذلك متلازمة إعادة التغذية. وأعرب الأطباء الذين عالجوا الأسرى عن قلقهم من أن الأطفال المفرج عنهم قد يعانون من آثار طويلة الأمد على نموهم ونموهم. وبحسب التقرير، فقد الأسرى العائدون ما معدله 10-17٪ من وزنهم، وفي الحالات القصوى، فقد الأطفال ما يصل إلى 18٪ من وزنهم ويحتاجون إلى عناية مركزة. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يتكون التقرير من جزأين، الأول يتناول الإهمال والانتهاكات والتعذيب الذي تعرض له الأسرى، وآثاره على حالتهم الصحية والنفسية، مستندا إلى مقابلات مع الفرق الطبية التي عالجت المختطفين عند عودتهم إلى إسرائيل. وركّز الجزء الثاني على نماذج إعادة التأهيل المناسبة للأسرى المحررين، بناءً على معلومات من الطواقم الطبية والنفسية التي تقدم لهم الدعم المستمر في عيادات متخصصة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن التقرير يعد وثيقة مهمة تسلط الضوء على حجم المعاناة والانتهاكات التي تعرض لها الاسرى، ويهدف إلى ضمان حصولهم على الرعاية اللازمة.(ترجمات)