قال مسؤول عسكريّ إسرائيليّ مساء الاثنين، إنه إذا بدأ الهجوم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث يقيم مليون نازح فلسطيني، فسيتم توسيع "المنطقة الإنسانية" التي حددتها إسرائيل على طول الساحل لاستيعاب المزيد من المدنيّين.وكانت هذه التصريحات من بين المؤشرات الأولى على خطط الجيش الإسرائيليّ بشأن المدنيّين إذا شن هجومًا برّيًا كبيرًا في رفح، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.وحثّت إدارة بايدن إسرائيل على التخلي عن مثل هذه العملية، بسبب المخاطر التي قد تشكلها على الفلسطينيّين النازحين. ويستعد الفلسطينيون الذين لجأوا إلى رفح منذ أشهر، لمواجهة التوغل الإسرائيلي، حيث يتجمعون في خيام ومدارس وشقق مكتظة. وقبل وصولهم إلى رفح، كان كثيرون قد استجابوا لنداءات إسرائيلية سابقة لإخلاء مناطق أخرى في غزة، لكنهم واجهوا القصف في تلك الأماكن أيضًا. وقال مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة، إنّ الجيش سيدخل رفح لمحاربة كتائب "حماس" هناك، في مخالفة للضغوط الدولية للتراجع عن أيّ عملية. وفي حالة الهجوم، ستطلب إسرائيل من الفلسطينيّين الذهاب إلى "المنطقة الإنسانية" الموسّعة، والتي ستشمل شريطًا ضيّقًا من الأراضي المطلة على الشاطئ يُعرف باسم المواصي، ومناطق أخرى غير محددة في غزة، حسبما قال المسؤول العسكريّ الإسرائيليّ الذي كان يتولى التحقيق. وقال محمد الحاسي (48 عامًا) وهو مسعف يقيم في المواصي، إنّ المنطقة مكتظّة بالفعل بالنازحين. وأضاف: "لا توجد حمامات كافية، ولا توجد مياه نظيفة كافية، ولا توجد مساحة كافية.. البنية التحتية الحالية بالكاد يمكنها استيعاب عدد الأشخاص الموجودين هنا بالفعل".انتشار للمخيماتلم يكن من الواضح حجم الأراضي التي ستسعى إسرائيل إلى تخصيصها خارج المواصي، لتكون "منطقة إنسانية" للمدنيّين.وكشفت صور الأقمار الاصطناعية من "بلانيت لابز"، عن زيادة كبيرة في عدد الأشخاص هناك خلال الأشهر القليلة الماضية. كما أظهرت صورة جوية التُقطت الأحد، مخيمات الخيام التي تشغل الأراضي التي كانت فارغة في منتصف يناير.وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، "تحذيرًا عاجلًا" للسكان لإخلاء أجزاء من بيت لاهيا على الفور. وكتب أفيخاي أدرعي على وسائل التواصل الاجتماعي: "أنتم في منطقة قتال خطيرة.. الجيش الإسرائيليّ سيعمل بقوة شديدة ضد البنية التحتية الإرهابية والعناصر التخريبية في المنطقة".وقالت ساندرا رشيد، مديرة مكتب أنيرا، وهي مجموعة إغاثة في القدس، إنّ إسرائيل لم تُخبر مجموعة الإغاثة عن عملية وشيكة هناك، لكنّ المنظمة وجدت مأوى لموظفيها و للانتقال إلى المواصي مع عائلاتهم. وأكد مسؤولون في الأمم المتحدة أيضًا، أنّ إسرائيل لم تبلغهم بالهجوم الوشيك. وقال الجيش الإسرائيليّ في البداية، إنّ على سكان غزة الانتقال إلى المواصي في منتصف أكتوبر، وكرر هذا الطلب في ديسمبر، عندما أصدر أوامر إخلاء لمدينة خان يونس، وطلب من السكان التوجه إلى المواصي وبعض المناطق في رفح.معايرة الهجوموفي وقت سابق من أبريل، قال جيمي ماكغولدريك، الذي كان آنذاك مسؤولًا رفيع المستوى للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في القدس، إنّ الهجوم الإسرائيليّ لرفح، قد يُجبر مئات الآلاف من الأشخاص على محاولة الفرار إلى نقاط شمالية، وهي رحلة محفوفة بالمخاطر عبر الطرق التي تم قصفها والمليئة بالذخائر غير المنفجرة.وخلال اجتماع افتراضيّ الأسبوع الماضي، قام المسؤولون الأميركيون بتقييم خيارات الهجوم التي قدمتها إسرائيل، لكنهم لم يقتنعوا بأنّ هذه الخطط تلبي إصرار الرئيس بايدن، على أن يتم معايرة أيّ عملية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيّين، وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض. وخلال مؤتمر صحفيّ في واشنطن أمس الثلاثاء، أكد المبعوث الأميركيّ الخاص للقضايا الإنسانية في غزة ديفيد ساترفيلد، مخاوف إدارة بايدن بشأن خطط إسرائيل لغزو رفح. وقال: "لا يمكننا دعم العملية البرية في رفح من دون خطة إنسانية مناسبة وذات مصداقية وقابلة للتنفيذ"، محذرًا من أنّ الغزو من شأنه أن يعقّد عمليات تسليم المساعدات وتشريد المدنيّين الذين تم تهجيرهم بالفعل مرات عدة. (ترجمات)