لا يستطيع المراقبون الخارجيون فهم الأزمة الحادة التي تمر فيها إسرائيل، حيث إنّ وجود إسرائيل يتعرض للتهديد على جبهات متعددة، وفقًا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.تهديدات تكبّل إسرائيلالتهديد الأول: بحسب مقالٍ للكاتبة الإسرائيلية إيفا إيلوز فإنه ينبع من 6 مصادر على الأقل، وهي (حزب الله، وحماس، وفلسطينيّي الضفة الغربية، واليمن، وإيران، وسوريا). إنّ دائرة أعداء إسرائيل لم تتسع فحسب، بل إنها أصبحت أفضل تسليحًا وتنظيمًا، حيث تحظى بدعم إيران وروسيا والصين، وكلها تهدف إلى زعزعة استقرار العالم الغربي وإسرائيل على وجه الخصوص. إنّ حقيقة أنّ إسرائيل قوة إقليمية، وأنها لا تزال تتمتع بدعم الولايات المتحدة المتراجعة، وأنها تمارس الهيمنة الاستعمارية على الفلسطينيّين، لا تكفي لمواجهة حقيقة أنّ أعداء إسرائيل أصبحوا استراتيجيّين أفضل بكثير، وهم مصممون، أكثر من أيّ وقت مضى، على إيذاء إسرائيل.التهديد الثاني: وهو تهديد داخليّ لا يقلّ رعبًا عن الخارجي، له أيضًا جبهات عديدة، وهي مجموعة كبيرة من اليهود المخلصين المتعطّشين للسلطة يريدون طرد الفلسطينيّين من إسرائيل والمناطق، ويعتبرون أحفاد الرواد العلمانيّين خونة، ويطمحون إلى فرض نظام التفوّق اليهودي. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، فإنهم يعتزمون تدمير الديمقراطية الإسرائيلية.التهديد الثالث: هو الجبهة الداخلية المتمثلة في النمو السكانيّ المضطرد من اليهود المتديّنين، الذين يتمتعون بامتيازات الطبقة العليا: فهم يختارون عدم العمل، ويحصلون على الدعم من البدلات الممولة من دافعي الضرائب، ولا يخدمون في الجيش، وتمثلهم أحزاب سياسية لا توجد فيها نساء في قيادتها، من دون تدخل القانون. لا تتمتع هذه المجموعة بامتيازات لا مثيل لها في العالم فحسب، بل يعيش أعضاؤها أيضًا في ظل اعتقاد وهميّ بأنّ صلواتهم هي السلاح الأساسيّ الذي يحافظ على سلامة العلمانيّين الذين يمولونهم.الحرب في غزة قلبت الموازينتقول الكاتبة الإسرائيلية إنّ روح الليكود انتشرت إلى العديد من قطاعات المجتمع بسبب المحسوبية، والافتقار إلى الاحترافية، والأهم من ذلك، اللامبالاة بالصالح العام. كل هذه الصفات تبدأ من القمة، مثل كل الزعماء الشعبويّين في جميع أنحاء العالم، قام نتانياهو بتعيين رفاقه على رأس المؤسسات الرئيسية وجعل الدولة تخدم مصالحه الشخصية.وتضيف: "لقد أضعفت الحرب في غزة إسرائيل على المستوى الدوليّ بطريقة لم يفهمها الجمهور الإسرائيليّ بشكل كامل بعد".ويرى خبراء أنّ الحرب قوّضت اقتصاد إسرائيل، ما ترك العديد من أصحاب الأعمال الذين ذهبوا للقتال، يكافحون بمفردهم مع خسائرهم الاقتصادية، وقتلت عددًا كبيرًا جدًا من الجنود، ولم تُعد معظم الأسرى، وكل يوم تضعف معنويات المزيد من المدنيّين. قد تبدو هذه الجبهات الثلاث (التهديدات العسكرية، والتطرف السياسيّ الداخلي، وانحطاط الأعراف) وكأنها متمايزة بشكل متبادل، ولكنها متشابكة بعمق وتشكل جوهر تهديد وجوديّ خطير لإسرائيل، على حدّ تعبير الكاتبة الإسرائيلية.(ترجمات)