اقترح وزير ألماني كبير أن المملكة المتحدة يمكن أن تساهم في درع نووي أوروبي جديد إذا أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة مرة أخرى، مما سيجذب السياسيين البريطانيين إلى النقاش حول كيفية تعزيز أمن أوروبا في حالة فوز المرشح الجمهوري الأوفر حظا في نوفمبر المقبل.وبحسب صحيفة "غارديان" البريطانية، فقد اشتدت التساؤلات حول الردع النووي الأوروبي بعد تصريحات ترامب التي قال فيها إنه لن يدافع عن أي عضو في حلف شمال الأطلسي يفشل في إنفاق 2% من ناتجه المحلي الإجمالي على الدفاع، بل إنه سيشجع روسيا على مواصلة الهجوم. وفسّر الزعماء الأوروبيون هذه التصريحات على أنها تحذير من أن الدرع النووي الأميركي الذي يمتلكه التحالف لم يعد من الممكن اعتباره أمرا مفروغا منه إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض. ودعا وزير المالية الألماني وزعيم الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر، الثلاثاء، السياسيين إلى النظر في نموذج بديل يمكن أن يشمل الأسلحة النووية البريطانية والفرنسية. وقال إن "القوات النووية الاستراتيجية لفرنسا وبريطانيا العظمى تساهم بالفعل في أمن تحالفنا". وأضاف: "ينبغي لنا أن نفهم تصريحات دونالد ترامب الأخيرة على أنها دعوة لإعادة التفكير في هذا العنصر من الأمن الأوروبي تحت مظلة الناتو". استراتيجية الردعولفتت الصحيفة إلى أن القضية المركزية في المناقشة النووية لا تتعلق بما إذا كانت بريطانيا أو فرنسا قد تضع أسلحتها النووية تحت تصرف الاتحاد الأوروبي، بل ما إذا كان من الممكن أن يتفق البلدان على وضعها في خدمة استراتيجية الردع لمنطقة التحالف الأوروبي التابعة لحلف شمال الأطلسي.وعلى الرغم من أن فرنسا تحتفظ بقدرتها على الردع النووي خارج هيكل قيادة الناتو، فقد عرض ماكرون التعاون مع أوروبا في مجال الدفاع النووي. وفي عام 2020، دعا إلى "حوار استراتيجي" حول "دور الردع النووي الفرنسي في الأمن الجماعي "، لم تقبل ألمانيا هذا العرض قط. وقد ألقى المحافظ الألماني مانفريد فيبر، الذي يرأس تجمع حزب الشعب الأوروبي الذي يمثل يمين الوسط في البرلمان الأوروبي، بثقله وراء المناقشة. وقال إنه لا يستبعد وجود مظلة نووية أوروبية ودعا إلى فتح "فصل جديد" مع لندن. وأضاف: "قدّم ماكرون بالفعل عرضا غامضا للحديث عن أهمية القوات النووية الفرنسية لأوروبا.. الآن بعد أن شكك دونالد ترامب علانية في دور الولايات المتحدة كقوة وقائية، ستكون هذه هي اللحظة المناسبة لذلك".ومؤخرا، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، إن عرض ماكرون بشأن إمكانية إضفاء الطابع الأوروبي على الأسلحة النووية لإنشاء نظام أمني مشترك يجب أن يؤخذ "على محمل الجد".ومن المرجح أن تصبح هذه القضية موضوعاً للانتخابات الأوروبية في حزيران 2024. دعوات إلى الهدوءودعا وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، إلى التروّي مشيرا إلى أن ترامب لم يفز بعد بترشيح الحزب الجمهوري. ووصف سياسي آخر يدعى رالف ستيغنر، الدفع نحو أسلحة نووية أوروبية مشتركة بأنه "تصعيد خطير للغاية". وقالت بريطانيا إن أسلحتها النووية ستكون متاحة للاستخدام بناءً على طلب القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أوروبا، وهو أكبر ضابط بالزي الرسمي في الحلف، وأنها لن تُستخدم إلا "في الظروف القصوى للدفاع عن النفس بما في ذلك الدفاع عن حلف شمال الأطلسي".(ترجمات)