أعلن محافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة، في تصريحات صحفية إن "الموقف المصري واضح وصريح وقد تم الإعلان عنه من قِبل القيادة السياسية فور وقوع الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو عدم السماح بتهجير سكان غزة قسريا إلى مصر نهائيا".مصر مستعدة لكل السيناريوهاتوأكد المحافظ أن بلاده مستعدة لكل السيناريوهات في حال تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية في المحافظة الفلسطينية الحدودية، نافيا ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن بناء السلطات المصرية منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار في مدينة رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، تحسبا لتهجيرهم.وأوضح المحافظ أن "النشاط في المنطقة هو جزء من محاولة لجرد المنازل التي دمرت خلال الحملة العسكرية المصرية الماضية ضد متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، بهدف تقديم تعويضات مناسبة لأصحاب هذه البيوت".بناء منطقة عازلةوأفادت تقارير بأن السلطات المصرية تقوم ببناء سياج مرتفع على مساحة 20 كلم مربع قرب الحدود بين سيناء وغزة.ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مصريين ومحللين أمنيين قولهم إن هذه "المنطقة العازلة المسيَّجة" يتم تشييدها في ظل المخاوف من أن يؤدي التوغل العسكري الإسرائيلي جنوب قطاع غزة إلى تدفق "سيل من اللاجئين" إلى الداخل المصري. وعلى مدى أسابيع، سعت مصر إلى تعزيز الأمن على طول حدودها لمنع دخول الفلسطينيين ونشرت جنودا وعربات مدرعة، إلا أن الأمور اختلفت اليوم مع تهديد إسرائيل بالهجوم على رفح.وبحسب المعلومات، يعتبر المجمع الجديد الضخم جزءا من خطة طوارئ سيتم اللجوء إليها في حال تمكنت أعداد كبيرة من سكان غزة من دخول مصر. ويقول مسؤولون مصريون إنه يمكن استيعاب أكثر من 100 ألف شخص في المخيم الذي يتم بناؤه، وهو محاط بجدران خرسانية وبعيد عن أي مناطق مصرية. وقد تم حتى الآن تجهيزه بآلاف الخيام التي لم تركّب بعد.ومع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن جيشه سيحتاج إلى قتال "حماس" في رفح، وهي مدينة فلسطينية على الحدود المصرية، يؤكد المسؤولون المصريون أن الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق قد يحدث في غضون أسابيع.وفي هذه الحالة، قد يحدث نزوح جماعي كبير للفلسطينيين من غزة، إلا أن مصر ستسعى إلى الحد من عدد اللاجئين الوافدين إليها إلى أقل بكثير من قدرة سعة الموقع أي حوالي 50.000 إلى 60.000.سيناريو خطيروسعت مصر منذ فترة طويلة إلى تجنب تدفق اللاجئين عبر حدودها، حتى أنها هددت بالتخلي عن معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل منذ عقود إذا حدث ذلك نتيجة لهجوم تل أبيب على "حماس". ومع أن مصر قد تقوم بشكل عاجل بتنفيذ خطة الطوارئ إلا أن المسؤولين المصريين يرون في مثل هذا السيناريو خطرا متزايدا.وانسحبت إسرائيل من المفاوضات بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار يوم الأربعاء، ما زاد المخاوف من أن البلاد ستمضي قدما في هجومها على رفح.دوليا، سعى الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولو الأمم المتحدة إلى تجنب التهجير الجماعي للفلسطينيين من غزة، خوفًا من عدم تمكن الكثيرين من العودة، إلا أن إسرائيل قالت في وقت سابق إن من يغادر منزله في غزة سيسمح له بالعودة.(ترجمات)