تم نشر الأمن الخاص لحماية النواب في بريطانيا، وسط تحذيرات من أنّ الصراع بين إسرائيل و"حماس" يُمكن أن يولّد تطرفًا جديدًا بين الأجيال، حسبما كشفت صحيفة "تلغراف" البريطانية.ويقوم أفراد الأمن العاملون في الشركات الخاصة، بتوفير الحماية المباشرة لعدد متزايد من السياسيّين الذين يتم تقييمهم على أنهم معرّضون للخطر من قبل السلطات. وحذّر أحد النواب الذي قبل الحماية الممولة من البرلمان في اجتماعات الدوائر الانتخابية، من أنّ "الناس يُقلّلون من شأن" التهديد الذي يتعرض له السياسيون من المتطرفين. وتستخدم بعض البرلمانيات الآن السيارات التي يقودها سائق كجزء من خطوة "لسدّ الفجوة" بين الحماية الممنوحة للوزراء كمعيار، وتدابير النواب الذين يُعتبرون الآن ضعفاء للغاية. وبحسب الصحيفة، يُعتقد أنّ عدد النواب الذين يحتاجون إلى الحماية قد ارتفع في أعقاب هجمات "حماس" في 7 أكتوبر، مع تحديد التفاصيل الأمنية بموجب نظام تم إنشاؤه لأول مرة، بعد مقتل السير ديفيد أميس على يد أحد مؤيدي "داعش" في أكتوبر 2021.إشارات خطيرة وترهيبوقال وزير الأمن البريطانيّ توم توغندهات للصحيفة: "قمنا بمراجعة الإجراءات الأمنية الحالية للنواب في أعقاب مقتل زميلي وصديقي السير ديفيد أميس". وأضاف: "أدى العمل الذي قمنا به إلى تحسينات جوهرية في الإجراءات الأمنية الحالية في منازل ومكاتب النواب، بالإضافة إلى تدابير أمنية جديدة مثل نشر ضباط حماية خاصّين". وليلة السبت، حذّر رئيس الوزراء ريشي سوناك من أنّ البرلمان أرسل إشارة خطيرة للغاية، بأنّ "الترهيب يعمل عندما كسر السير ليندسي سابقة للسماح لحزب العمال بإجراء تصويت خلال مناظرة الحزب الوطنيّ الاسكتلندي". وقال إنّ الاحتجاجات المشروعة "يختطفها المتطرفون للترويج للإرهاب وتمجيده".واعتذر ليندسي عن تحركه الأسبوع الماضي، قائلًا إنه كان مدفوعًا برغبة في حماية النواب.زيادة في التطرّفوكشف ضابط كبير في مكافحة الإرهاب، أنّ عدد المتطرفين المشتبه بهم الذين تم الإبلاغ عنهم قد ارتفع بنسبة 13% منذ 7 أكتوبر مع زيادة الأرقام حول أخبار الأسرى الإسرائيليّين والاحتجاجات المؤيدة لفلسطين. وقالت كبيرة المحققين ماريا لوفغروف، "رأينا دائمًا تأثير الأحداث العالمية أقرب إلى الوطن، وقلقنا هو أنّ هذا سيخلق زيادة طويلة الأجل في المخاطر في المملكة المتحدة وخارجها". وأضافت، "نحن نحاول تسطيح المنحنى قبل أن يصبح لحظة راديكالية للأجيال". وقال سوناك: "أحداث الأسابيع الأخيرة ليست سوى الأحدث في نمط ناشئ، لا ينبغي التسامح معه". فيما أكدت آنا فيرث، خليفة السير ديفيد كنائب محافظ عن ساوثيند ويست، أنه لم يتم فعل الكثير لمعالجة التطرف في البلاد ككل. وكثفت وزارة الداخلية والشرطة والسلطات البرلمانية والأجهزة الأمنية العمل لضمان الأمن للنواب في الأشهر الأخيرة، بناءً على الإجراءات التي أثارها مقتل السير ديفيد.تمّ تزويد مئات النواب بمجموعة من التدريب الأمنيّ الذي تم إصلاحه من قبل مستشارين متخصّصين. وجرى إنشاء عملية شرطة متخصصة تحمل الاسم الرمزي "بريدجر"، بشكل منفصل لحماية السياسيّين، بعد أن قتل النازيون الجدد النائب العماليّ جو كوكس عام 2016. والجمعة، أُدين مراهق بمحاولة تشجيع الهجمات الإرهابية التي تستهدف الحكومة من خلال إنشاء دليل مليء بالتعليمات حول كيفية صنع القنابل والبنادق والتهرب من الشرطة. وقال المدعون للمحكمة في مانشستر، إنّ المراهق "كان مدفوعًا بكراهية وازدراء للحكومة". وأوضحت لوفغروف، "سيكون من السذاجة حقًا عدم الاعتقاد بأنّ هناك خطرًا من انجذاب الشباب إلى الإرهاب، لا سيما مع الطريقة التي تكتسح بها الخوارزميات الآن محتوى الأطفال".(ترجمات)