عارضت إسرائيل اتفاقا مع إيران لأعوام عدة وسلطت الضوء على انتهاكاتها، ولكن مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وانخراطه مع طهران، تفضل تل أبيب الآن الدبلوماسية على العمل العسكري، على الرغم من أن هدفها لا يزال منع إيران من امتلاك أسلحة نووية.وبعد أشهر من التهديدات المتصاعدة والتقارير التي تشير إلى أن إسرائيل قد تفكر في شن ضربات عسكرية كبيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، يبدو أن موقف إسرائيل قد تغير حيث يتطلع ترامب إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد مع إيران. وأعربت إسرائيل في السابق عن معارضتها الشديدة لاتفاق نووي مع إيران في حين أصبحت الآن أكثر انفتاحا على إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي. وبينما لا تزال إسرائيل تدعم خيارا عسكريا، يقول مسؤولون إنهم يفضلون الدبلوماسية إذا كان الاتفاق يمكن أن يمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.وأكد ترامب، في مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس"، أنه يسعى إلى إجراء مفاوضات مع إيران. وقال "آمل أن تتفاوضوا لأنه سيكون أفضل بكثير لإيران". وفي المقابل، اتصلت إيران بالولايات المتحدة عبر سويسرا، مشيرة إلى اهتمامها بالدخول في محادثات تهدف إلى الدفع نحو اتفاق نووي. ضربة إسرائيلية لإيرانوفي فبراير الماضي، أثناء توقيعه على توسيع العقوبات ضد إيران، قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "واشنطن بوست" إن إسرائيل وضعت خططا لتنفيذ ضربات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية بأعقاب هجوم في أكتوبر. ومع ذلك، مع اكتساب المحادثات الدبلوماسية زخما، لم تعد إسرائيل تستبعد اتفاقا جديدا، طالما أنها تمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. سحب ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران في مايو 2018، بعد أن قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ما أسماه "الأرشيف النووي الإيراني"، مما يدل على أن طهران كانت غير صادقة بشأن طموحاتها النووية.وعلى الرغم من انعدام الثقة في إيران، يقول مسؤولون إسرائيليون إنهم لا يستبعدون إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد من شأنه أن يضمن امتثال إيران. وتواصل إسرائيل الاستعداد لإمكانية القيام بعمل عسكري، بما في ذلك ضمان استعداد قواتها وأسلحتها. ومع ذلك، يشدد المسؤولون أيضا على أهمية الحلول الدبلوماسية. وتحقيقا لهذه الغاية، زادت إسرائيل من التنسيق العسكري مع الولايات المتحدة، بما في ذلك التدريبات المشتركة التي تشارك فيها طائرات مقاتلة إسرائيلية وقاذفات قنابل أميركية. وتشير هذه الإجراءات إلى وجود جبهة موحدة بين البلدين، مما يسلط الضوء على هدفهما المشترك المتمثل في معالجة طموحات إيران النووية. تحذير إيرانيوحذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن ضربة عسكرية على البرنامج النووي الإيراني ستشعل صراعا أوسع في الشرق الأوسط. وقال في مقابلة مع فرانس برس إن "هجوما عسكريا سيؤدي إلى تصعيد كبير في المنطقة". ورفض عراقجي إمكانية إجراء محادثات في إطار سياسة عقوبات ترامب "الضغط الأقصى"، مؤكدا أن إيران لا تزال منفتحة على المفاوضات لكنها ملتزمة بالدفاع عن برنامجها النووي. وأضاف: "إذا تعرضت المنشآت النووية الإيرانية للهجوم، فسوف نرد على الفور وبشكل حاسم". ومع استمرار التوترات بين إيران والغرب، يبدو أن إسرائيل توازن بين استعدادها للعمل العسكري والاستعداد المتزايد لمتابعة القنوات الدبلوماسية، بشرط ضمان احتواء طموحات إيران النووية بشكل فعال. (ترجمات)