وجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي روّج في السابق لـ"علاقته الخاصة" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضربة للجهود الروسية لتقييد نطاق منظمة حلف شمال الأطلسي الاثنين، وفق ما جاء في مجلة "نيوزويك" الأميركية.وأعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، أنّ إردوغان وافق على إرسال بروتوكول انضمام السويد للناتو إلى البرلمان التركي "في أقرب وقت ممكن"، لينهي بذلك توقفًا استمر أشهرا عدة لجهود الدولة الاسكندنافية في الانضمام إلى التحالف العسكري. وعارضت تركيا عضوية السويد بسبب مخاوف بشأن جهود الحكومة لمكافحة الإسلاموفوبيا، وكذلك دعوات إلى ستوكهولم لقمع الجماعات الكردية في بلادهم. وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي بعد ظهر الاثنين، "استكمال انضمام السويد إلى الناتو خطوة تاريخية تفيد أمن جميع حلفاء الناتو في هذا الوقت الحرج. إنها تجعلنا جميعًا أقوى وأكثر أمانًا". وتعدّ الخطوة التركية بمثابة صفعة للرئيس الروسي، الذي عارض توسع "الناتو". قال بوتين إنّ توسع الحلف باتجاه الشرق كان سببًا رئيسيًا لهجوم بلاده على أوكرانيا في فبراير 2022، لكنّ الحرب دفعت كلا من السويد وفنلندا للتقدم بطلب العضوية. وبحسب المجلة، فقد سعى إردوغان إلى ترسيخ نفسه كوسيط رئيسي بين روسيا والغرب، حيث وجد بوتين نفسه "منبوذًا" بشكل متزايد من معظم أوروبا وسط الحرب الروسية- الأوكرانية. فشل استراتيجي روسيوسار الزعيم التركي على خط ضيّق بين معارضة الحرب مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع بوتين، حيث يسعى إلى لعب دور أكثر حيادية في هذا الشأن. قال الزميل الزائر لبرنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ماتيو دروين، إنّ عضوية السويد ستكون "فشلًا استراتيجيًا وسياسيًا كبيرًا لروسيا" ونتيجة "العدوان الروسي على أوكرانيا". وأكد أنه على الرغم من أنّ علاقات السويد مع دول الناتو لن تتغير كثيرًا، حيث إنها كانت الشريك الأقرب للحلف منذ فترة طويلة، فإنّ عضويتها ستعني أنّ بحر البلطيق "يصبح بحيرة لحلف شمال الأطلسي تقريبًا"، ما يجعل من الصعب على روسيا المناورة هناك. وقال دروين إنّ تحوّل تركيا في موقفها بشأن عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، قد يكون نتيجة لإدراك إردوغان أنه لا يوجد "شيء آخر يمكن استخراجه" بعد التنازلات من السويد. ولم ترد موسكو على الفور على أنباء تقدم السويد في محاولة الانضمام إلى الناتو. في مايو 2022، حذرت وزارة الخارجية الروسية من أنّ الكرملين سيتخذ "خطوات انتقامية، ذات طبيعة عسكرية وتقنية وغيرها" إذا مُنحت السويد وفنلندا عضوية الناتو. ورحّب الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان ظهر الإثنين بتقدم طلب عضوية السويد. وقال: "إنني على استعداد للعمل مع الرئيس إردوغان وتركيا لتعزيز الدفاع والردع في المنطقة الأوروبية الأطلسية. وأتطلع إلى الترحيب برئيس الوزراء كريسترسون والسويد كحليفنا الثاني والثلاثين في الناتو". في وقت سابق من يوليو الحالي، ووسط تكهنات بأنّ طلب عضوية السويد قد يتم تقديمه قبل قمة "الناتو" المقرر عقدها حاليا، أعلنت روسيا من خلال صحيفة "إيزفستيا" المقربة من الكرملين، عن قوة خدمة مشتركة جديدة كجزء من أسطولها الشمالي لتعزيز وجودها في القطب الشمالي.(ترجمات)