قال موقع "أكسيوس" الأميركي، إنّ السباق بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، هو أول انتخابات رئاسية منذ نصف قرن لا يخبر فيها أيّ من المرشحين الناخبين علنًا الكثير عن دينه أو معتقده.ويأتي تراجع الحديث عن الدين مع ارتفاع نسبة الأميركيّين الذين يحددون أنفسهم على أنهم "غير منتمين دينيًا" إلى 27٪، وهي نسبة أكبر من السكان مقارنة بالبروتستانت التقليديّين والناخبين البيض الإنجيليّين مجتمعين.ومنذ عام 1976، كان التحدث عن المعتقدات الدينية شرطًا أساسيًا افتراضيًا لأولئك الذين يسعون إلى أعلى منصب في البلاد.وفي ذلك العام، أوضح جيمي كارتر، المعمدانيّ الجنوبيّ المتدين الذي ترشح للرئاسة في أول انتخابات منذ ووترجيت، إيمانه الدينيّ في مقابلة مع مجلة "بلاي بوي" ووعد بعدم الكذب أبدًا.لقد كان ترسيخ المؤهلات الدينية أمرًا ثابتًا في الحملات الرئاسية، حيث صلّى رونالد ريغان خلال خطاب قبوله في المؤتمر الجمهوريّ عام 1980. وفي عام 1992، تحدّث بيل كلينتون عن التعلم عن يسوع في برنامج ما قبل المدرسة. وقبل انتخابات عام 2000، أعلن جورج دبليو بوش أنّ يسوع المسيح "غيّر قلبي".ترامب يحظى بدعم الإنجيليين ورأى "أكسيوس" أنّ ترامب يحظى بدعم قويّ من الإنجيليّين البيض، ولكنه نادرًا ما يذكر أيّ تجارب أو معتقدات دينية، باستثناء الإشارة في الشهر الماضي إلى أنّ الله ربما أنقذه من رصاصة قاتلة.وأشار إلى أنّ ترامب غالبًا ما يخطئ في تحديد مقاطع من الكتاب المقدس أو يخطئ في تحديدها، على الرغم من أنه يبيع نسخا من الكتاب المقدس. كما قال إنه لا يعتقد أنه طلب المغفرة من الله على الإطلاق. ووصف ترامب نفسه بأنه من أتباع المذهب المشيخي وتم تصويره وعيناه مغلقتان بينما كان الإنجيليون يصلون عليه، حيث تتضمن الغالبية العظمى من إشاراته الدينية محاولة تحفيز قاعدته القومية المسيحية لمعارضة "اليسار المتطرف".في المقابل، قالت هاريس في مقابلة مع صحيفة عام 2015 إنها نشأت وهي تذهب إلى كنيسة المعمدانيّين السود ومعبد هندوسي. ولكن في ظهورها العام، نادرًا ما تشارك أيّ تفاصيل حول معتقداتها الدينية.وفي خطابها في المؤتمر الديمقراطي، قالت هاريس إنّ عائلتها ومجتمع شمال كاليفورنيا علّموها عن "الإيمان". كما ذكرت إعجابها بقادة المسيحيّين السود وراء حركة الحقوق المدنية.تراجع الحديث عن الدينوقال رئيس مؤتمر القيادة المسيحية الوطنية الهسبانية، القس صامويل رودريغيز، إنّ هذه هي أول انتخابات رئاسية في حياته لا يشكل فيها الإيمان جزءًا أساسيًا من قصة المرشح.وأضاف رودريغيز: "عادة ما تسمع عنصرًا إيمانيًا. لكن خذ المناظرة (بين هاريس وترامب). لم يُذكر الله مرة واحدة".بدورها قالت الرئيسة التنفيذية لمعهد أبحاث الدين العام غير الحزبي (PRRI) ميليسا ديكمان، إنّ المرشحين شعروا بالإلزام بالحديث عن إيمانهم الدينيّ بعد صعود اليمين المسيحيّ في السبعينيات.وأضافت، "لكنني أعتقد أنّ هذه الانتخابات مختلفة. يتمتع ترامب بتلك الرابطة الفريدة مع المسيحيّين المحافظين، والتي لا تزال تتحدى المنطق في بعض الأحيان، لكنها حرفيًا معاملاتية". وأشارت ديكمان إلى أنّ هاريس، من ناحية أخرى، في زواج مختلط يجسد التعددية الدينية التي يعترف بها العديد من الأميركيّين ويرتبطون بها. في المقابل، أوضح رئيس الشبكة الوطنية المسيحية اللاتينية، القس كارلوس إل مالافي، أنه في بيئات صغيرة حميمة، تحدثت هاريس عن كيفية تشكيل الإنجيل الاجتماعي - تطبيق الأخلاق المسيحية على العدالة الاجتماعية - لنظرتها للعالم.وقال مالافي: "لقد ظهرت كشخصية ذات إيمان عميق".(ترجمات)