رغم اعتراف الجيش الإسرائيلي، أنّ زعيم "حماس" يحيى السنوار تم قتله في اشتباكات عن طريق الصدفة، إلا أن تقارير صحافية أشارت إلى أن الوضع الذي كان فيه نتيجة الضغط الذي قام به الجيش الإسرائيلي هي التي دفعته للخروج من الأنفاق، وفقا لصحيفة "يديعيوت أحرونوت". وبحسب الصحيفة العبرية، تصر المؤسسة الأمنية والاستخباراتية في إسرائيل، على أن وفاة السنوار جاءت نتيجة "مفاجأة ظرفية" وليست "مفاجأة أساسية".ومنذ 7 أكتوبر، تواجد السنوار في الغالب في الأنفاق تحت الأرض في قطاع غزة وهو نظام الأنفاق الذي فاجأ المخابرات الإسرائيلية بحجمه وجودته وتطوره. وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل أدركت متأخرة جداً أن "حماس" تمتلك أنفاقاً يبلغ طولها الإجمالي نحو 700 كيلومتر، وليس 150 كما اعتقدت في البداية، وأن هذا نظام يمكن الدخول إليه من جهة والخروج منه من أي جهة أخرى. في الأسابيع الأولى كان السنوار في مدينة غزة، ولكن في 10 أكتوبر، تم عرض مقطع فيديو للسنوار وهو يهرب مع عائلته إلى مكان جديد للجوء، عبر الأنفاق. وفي الفيديو، الموجود على بطاقة ذاكرة في كاميرا أمنية مثبتة في أحد الأنفاق، يمكن مشاهدة باب خاص يفتح للسماح بمروره. هذا أحد أبواب التمايز الخاصة، التي تسمح فقط لكبار السن بالمرور عبر الأنفاق وإيقاف الصغار الذين ليس لديهم "المفتاح السحري".التنقل بين الأماكنوفقا لمعلومات لم يتم الرجوع إليها بشكل كامل، في الأيام القليلة الماضية في مدينة غزة، أقام السنوار في مجمع تابع لـ"حماس" تحت مستشفى الشفاء ومن هناك كان يتجول إلى معسكرات المركز ونظام الأنفاق الضخم تحت خان يونس بحسب تقديرات في إسرائيل. كان السنوار هناك مع عائلته، محاطا بحراس شخصيين ومجهزين بشاشة بلازما حيث كان يشاهد الأخبار كل مساء على قنوات التلفزيون الإسرائيلية، وفي 31 يناير، داهمت قوات كوماندوز خاصة المجمع، لكن السنوار، الذي ترك خلفه ملايين الشواكل نقدا، هرب قبل أيام قليلة. وأنشأ الشاباك وحدة خاصة، NILI، هدفها قتل كبار مسؤولي "حماس". وتم إدخال فرق خاصة من AMN، من مجموعة مختارة من الوحدات، إلى نظام الاستخبارات والعمليات التابع للشاباك، بحيث تكون عملية البحث عن الأهداف متطورة وسريعة وفعالة. وعندما اختبأ السنوار في مجموعة الأنفاق في خان يونس، شعرت إسرائيل أنها قريبة جدًا من القبض عليه، بل وجمعت معلومات تفيد بأن السنوار، خلافًا لكل المنشورات الخاطئة والشائعة، لا يحيط نفسه بدائرة محاصرة من الأسرى. وقال المسؤول الأمني إنه بعد الهروب من النفق في خان يونس، "بدأ السنوار بالهروب إلى غرب خان يونس. فوجه الشاباك المناورة هناك". وصلنا إلى طريق تحت الأرض مشبوه كان يستخدمه السنوار، وأدركنا أنه متجه إلى رفح". وفقًا لتحقيق صحيفة "نيويورك تايمز"، كان من الصعب طوال معظم الصيف تعقب طريق السنوار. وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، إن السنوار تجنب استخدام الوسائل الإلكترونية. ولفترة طويلة، كان من المعروف أنه يتنقل بين مدينتي رفح وخان ويونس، ويقيم اتصالات مع نشطاء "حماس" عبر السعاة. وإلى جانب التعاون الاستخباراتي، يصف المصدر الأمني أيضًا الخلافات في الرأي بين إسرائيل والولايات المتحدة قائلاً: "الأميركيون يأتون إلى إسرائيل لمحاولة منع الدخول إلى رفح. يشرح لهم الشاباك أن كبار المسؤولين موجودون هناك، وأنه إذا لم ندخل رفح، فلن يتم إقصاؤنا ولن نتوصل إلى اتفاق أبدًا". في 29 سبتمبر، أرسلت "حماس" في غزة رسالة إلى قيادات المنظمة في قطر، جاء فيها أن القيادة في القطاع ملتزمة باقتراح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذين قدمتهم قطر في 3 يوليو. ورأى مسؤولو المخابرات في إسرائيل أن هذه رسالة كانت من السنوار وتم نقلها إلى قطر، ورأوا فيها علامة حياة. إذا نظرنا إلى الماضي، ربما تكون هذه هي الرسالة الأخيرة التي نقلها السنوار إلى رجاله قبل القضاء عليه، بحسب الصحيفة.لما خرج السنوار من الأنفاق؟وبحسب المصدر الأمني، كانت تشير النتائج إلى وجود السنوار في مكان قريب، فطالب الشاباك بالبقاء في منطقة رفح وتنفيذ كمائن في منطقة خان يونس، مسقط رأس السنوار. وأخيراً، فإن زعيم "حماس" في غزة "أخطأ ووقع في الفخ". كما أنه ليس من الواضح ما الذي دفع السنوار إلى الخروج من الأنفاق. أدركت إسرائيل أن جميع قادة "حماس" المقيمين في الأنفاق يجب عليهم في بعض الأحيان الهروب من الظروف الخانقة والمظلمة واستنشاق الهواء النقي. ومثل السنوار، لم يُقتل محمد ضيف في نفق، بل على الأرض.يعتقد مسؤول استخباراتي كبير أن السنوار بشكل عام علم أنه يجري البحث عنه تحت الأرض، وقرر الاختباء في أحد المباني التي لا تعد ولا تحصى في تل السلطان، والمتطابقة مع بعضها البعض. الاحتمال الآخر لخطأ السنوار هو أن إسرائيل كثفت في الأسابيع الأخيرة الكمائن وكثفت جهودها لتطهير الأنفاق العديدة في منطقة رفح. ومهما كان الأمر، فقد خرج السنوار في النهاية من الأنفاق، دون مرافقة مناسبة لزعيم "حماس" في غزة، ومن دون فحص الوضع في المنطقة بعمق. (ترجمات)